الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعسكر السنّي .. ضعف وأولويات مبعثرة

المعسكر السنّي .. ضعف وأولويات مبعثرة

14.05.2014
سميح المعايطة


الرأي الاردنية
الثلاثاء 13/5/2014
فئة ممن يقفون ضد النظام السوري في أزمته يرون أن إنتصاره يعني إنتصاراً للنفوذ الإيراني في المنطقة، سواء كان هذا النفوذ له طابع طائفي شيعي، أم مشروع فارسي قومي يستعمل القصة الشيعية، وهذه الفئة ترى أن إنتصار نظام بشار الأسد يعني قوة لهذا المعسكر ستترك آثارها في كل المنطقة حيث العراق ولبنان والخليج فضلاً عن النفوذ الإيراني الواسع في مناطق آسيا المختلفة.
أي أن محدداً رئيساً في دعم المعارضة وتأييدها هو وقف النفوذ الإيراني الفارسي أو الشيعي حسب تفسير كل طرف.
لكن حكاية النفوذ الإيراني ليست مرتبطة بالملف السوري فحسب، فقد كانت قبل ثورة الخميني لكنها كانت ضمن تحالف مع أمريكا والغرب، وعندما جاءت ثورة الخميني كان الفعل المضاد الذي واجه تصدير الثورة أو توسيع النفوذ هو الحرب العراقية الإيرانية، حيث قدم العراق خدمة كبيرة للشرق العربي بدوله الخليجية وغيرها، لكن إيران لم تنس الثأر وبقيت تعمل حتى دخلت في حلف مع الشيطان الأكبر وتم تغيير بنية العراق وتدمير جيشه لأنه جزء من تاريخ العلاقة بين البلدين.
إيران لم تصنع نفوذها من ملفها النووي فحسب، بل صنعت لها مخالب حديدية في كثير من الدول، وعرفت كيف تكون على حدود ( إسرائيل ) من خلال حزب الله لتكون جزءاً من أمن إسرائيل، كما أنها دخلت تحالفات مصالح مع أمريكا في العراق وغيرها.
النفوذ الإيراني كانت مواجهته الأساسية من خلال تركيا تحت حكم أردوغان، وأستعملت ذات السلاح وهو القضية الفلسطينية، وتقربت جداً من سوريا قبل سنوات، لكن الربيع العربي بعثر البوصلة التركية نحو نفوذ عبر تحالف مع بعض دول الخليج والإخوان المسلمين، وزادت شهوتها بعد سيطرة الإخوان على حكم مصر، فتراجع دورها الدولي في مواجهة نفوذ إيران، بل أن أردوغان يتقرب اليوم اقتصادياً إلى إيران.
المنطقة بين ثلاثة أنواع من النفوذ: أولها كيان الإحتلال، وثانيها النفوذ الإيراني سواء كان مضمونه طائفياً أو قومياً فارساً، وهنالك ما يسمى المعسكر السني الذي ينقسم اليوم بين تركيا وأمتداده الإخواني، ومصر والسعودية ودول عربية أخرى، والمعادلة الحقيقية لمواجهة المشروع الإيراني، إما تحالف عربي تركي، وهذا يواجه عوائق أهمها العلاقة التركية المصرية، وربما يكون المسار الآخر إستعادة مصر لقوتها وحضورها وتماسكها وتخلصها من الفوضى الأمنية، فلا يمكن الحديث عن معسكر سني دون مصر القوية والسعودية ودول أخرى.
ولهذا فإن كل مسار يأخذ مصر للقلق أو الفوضى أو استنزافها أمنيا وعسكرياً فإنه قوة إضافية للمشروع الإيراني، وحتى سوريا لو أستقرت نسبياً مع نهاية العام فإن إعادة إنتاج علاقاتها العربية ضرورة، وبخاصة أن حزب الله سيخرج منهكاً من الأزمة السورية.
سواء أعتبر البعض المشروع الإيراني طائفياً أو قومياً فارسياً فإن إحداث التوازن معه يحتاج إلى معسكر عربي سني قوي على رأسه مصر القوية والسعودية.