الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المعلم يرى الحل بتعديل وزاري

المعلم يرى الحل بتعديل وزاري

26.06.2013
طاهر العدوان

الرأي الاردنية
الاربعاء 26-6-2013
قبل ساعات من اجتماع في جنيف يحضره المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وكل من نائب الوزير الأمريكي والروسي للتحضير لاجتماع جنيف ٢ خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم بجملة تصريحات تتلخص بان الحل هو « بحكومة شراكة وطنية وانه اذا كانت المعارضة تريد حلاً بدون الأسد عليها ان لا تذهب إلى جنيف « . أي ان المعلم يرى ان الصراع المدمر المستمر منذ عامين والذي قتل فيه ١٠٠ ألف سوري ودمرت فيه نصف البلد وتحول ربع شعبه إلى لاجئين سيحل بمجرد الاتفاق مع المعارضة على ( تعديل وزاري ) على طريقة شراكة احزاب الجبهة الوطنية مع حزب البعث التي نجحت في ان تكون ديكوراً لحكم وراثي استبدادي .
 هذه التصريحات وغيرها تؤكد بان المجتمعين في جنيف ( يخضون في قربة مثقوبة ) فمنذ ان اعلن كل من كيري ولافروف الاتفاق على عقد جنيف ٢ تعقدت وتدهورت الأوضاع في سوريا بسبب انطباعات تكونت في كل من دمشق وموسكو وطهران بان الولايات المتحدة سلمت الملف إلى روسيا وبان جنيف ستكون مكاناً لنصب الموائد الذي ستوقع عليها المعارضة وثائق خضوع الشعب السوري للديكتاتور ، لهذا زاد هوس آلة القتل ، وتكالب الأسد وحلفاؤه على القصير وباقي المدن السورية بهدف دفع المعارضة إلى الهرولة للمؤتمر وهي ترفع الرايات البيضاء .
 بمثل تصريحات المعلم سيستمر القتال في سوريا والسبب ليس فقط نتيجة تدفق السلاح الروسي إلى الأسد ، والأمريكي إلى المعارضة انما لان العقلية المتحكمة بالنظام السوري لم تتغير ولا تريد ان تتغير ، فهي لم تر في ربيع الشعب السوري الذي استمر ٧ اشهر سلمياً الا مؤامرة أمريكية صهيونية على سوريا الأسد سوريا المقاومة والممانعة . ولو ان الأسد لم يرتكب هذا الخطأ وتوجه إلى تحقيق مطالب الشعب الإصلاحية ، كما اعترف بوتين في احد تصريحاته ، لكان قد وفر على سوريا والمنطقة كل ما تمر بها الآن من كوارث وأحقاد وثارات مذهبية .
 عقلية تريد ان تخرج الشعب السوري قسرا من دائرة الربيع العربي على اعتبار انه شعب سعيد في ظل حكم آل الأسد وعليه ان يصلى كل يوم لله لانه انعم عليه بحكم القادة الملهمين الذين لا تلد بطون السوريات غيرهم حباً بالوطن والعروبة والذين تغطيهم غبار المعارك وأكاليل النصر في ميدان المقاومة خاصة في مرتفعات الجولان !!.
 عقلية لا تريد استيعاب ان الشعوب العربية كبرت ونضجت وكسرت القيود وان موجة الربيع هي حركة تاريخية عميقة انطلقت من مستنقعات الاستبداد الوحيدة الباقية على وجه الارض في القرن الحادي والعشرين . وبانه لا عودة عن مطالب التغيير والإصلاح التي تقوم على المواطنة ومبادئ الحرية والكرامة ، والديموقراطية السياسية بمفاهيمها وتطبيقاتها العالمية القائمة على إرادة الشعوب وليس على خرافات القائد الملهم والزعيم الأوحد والرئيس إلى الأبد .
 في سوريا المطلوب بناء نظام سياسي جديد قائم على هذه المبادئ وليس المطلوب تعديل وزاري مع الحزب القائد ولا استبدال طاغية بأمراء حرب يستغلون معاناة الشعب السوري من اجل تمرير أجنداتهم بتنصيب طغاة آخرين ، وهذا الأمر هو ما يريده الشعب المصري اليوم والشعبان التونسي والليبي حيث لم يتوقف الربيع العربي في هذه الدول أمام عقليات لا تريد ان تتغير باستبدال استبداد متوحش باستبداد ناعم ، باسم الدين او باسم الإخلاص وغير ذلك من شعارات تعيد انتاج سابقاتها التي أذلت الأمة واغتصبت استقلالها الوطني وحولتها إلى ملطمة هزائم ومطية لكل أجنبي ، فقط هي الشعوب الحرة الكريمة التي تملك إرادتها من يصنع القوة والتقدم والأمن والاستقرار وكذلك المقاومة والممانعة .المعلم يرى الحل بتعديل وزاري
طاهر العدوان
الرأي الاردنية
الاربعاء 26-6-2013
قبل ساعات من اجتماع في جنيف يحضره المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي وكل من نائب الوزير الأمريكي والروسي للتحضير لاجتماع جنيف ٢ خرج وزير الخارجية السوري وليد المعلم بجملة تصريحات تتلخص بان الحل هو « بحكومة شراكة وطنية وانه اذا كانت المعارضة تريد حلاً بدون الأسد عليها ان لا تذهب إلى جنيف « . أي ان المعلم يرى ان الصراع المدمر المستمر منذ عامين والذي قتل فيه ١٠٠ ألف سوري ودمرت فيه نصف البلد وتحول ربع شعبه إلى لاجئين سيحل بمجرد الاتفاق مع المعارضة على ( تعديل وزاري ) على طريقة شراكة احزاب الجبهة الوطنية مع حزب البعث التي نجحت في ان تكون ديكوراً لحكم وراثي استبدادي .
 هذه التصريحات وغيرها تؤكد بان المجتمعين في جنيف ( يخضون في قربة مثقوبة ) فمنذ ان اعلن كل من كيري ولافروف الاتفاق على عقد جنيف ٢ تعقدت وتدهورت الأوضاع في سوريا بسبب انطباعات تكونت في كل من دمشق وموسكو وطهران بان الولايات المتحدة سلمت الملف إلى روسيا وبان جنيف ستكون مكاناً لنصب الموائد الذي ستوقع عليها المعارضة وثائق خضوع الشعب السوري للديكتاتور ، لهذا زاد هوس آلة القتل ، وتكالب الأسد وحلفاؤه على القصير وباقي المدن السورية بهدف دفع المعارضة إلى الهرولة للمؤتمر وهي ترفع الرايات البيضاء .
 بمثل تصريحات المعلم سيستمر القتال في سوريا والسبب ليس فقط نتيجة تدفق السلاح الروسي إلى الأسد ، والأمريكي إلى المعارضة انما لان العقلية المتحكمة بالنظام السوري لم تتغير ولا تريد ان تتغير ، فهي لم تر في ربيع الشعب السوري الذي استمر ٧ اشهر سلمياً الا مؤامرة أمريكية صهيونية على سوريا الأسد سوريا المقاومة والممانعة . ولو ان الأسد لم يرتكب هذا الخطأ وتوجه إلى تحقيق مطالب الشعب الإصلاحية ، كما اعترف بوتين في احد تصريحاته ، لكان قد وفر على سوريا والمنطقة كل ما تمر بها الآن من كوارث وأحقاد وثارات مذهبية .
 عقلية تريد ان تخرج الشعب السوري قسرا من دائرة الربيع العربي على اعتبار انه شعب سعيد في ظل حكم آل الأسد وعليه ان يصلى كل يوم لله لانه انعم عليه بحكم القادة الملهمين الذين لا تلد بطون السوريات غيرهم حباً بالوطن والعروبة والذين تغطيهم غبار المعارك وأكاليل النصر في ميدان المقاومة خاصة في مرتفعات الجولان !!.
 عقلية لا تريد استيعاب ان الشعوب العربية كبرت ونضجت وكسرت القيود وان موجة الربيع هي حركة تاريخية عميقة انطلقت من مستنقعات الاستبداد الوحيدة الباقية على وجه الارض في القرن الحادي والعشرين . وبانه لا عودة عن مطالب التغيير والإصلاح التي تقوم على المواطنة ومبادئ الحرية والكرامة ، والديموقراطية السياسية بمفاهيمها وتطبيقاتها العالمية القائمة على إرادة الشعوب وليس على خرافات القائد الملهم والزعيم الأوحد والرئيس إلى الأبد .
 في سوريا المطلوب بناء نظام سياسي جديد قائم على هذه المبادئ وليس المطلوب تعديل وزاري مع الحزب القائد ولا استبدال طاغية بأمراء حرب يستغلون معاناة الشعب السوري من اجل تمرير أجنداتهم بتنصيب طغاة آخرين ، وهذا الأمر هو ما يريده الشعب المصري اليوم والشعبان التونسي والليبي حيث لم يتوقف الربيع العربي في هذه الدول أمام عقليات لا تريد ان تتغير باستبدال استبداد متوحش باستبداد ناعم ، باسم الدين او باسم الإخلاص وغير ذلك من شعارات تعيد انتاج سابقاتها التي أذلت الأمة واغتصبت استقلالها الوطني وحولتها إلى ملطمة هزائم ومطية لكل أجنبي ، فقط هي الشعوب الحرة الكريمة التي تملك إرادتها من يصنع القوة والتقدم والأمن والاستقرار وكذلك المقاومة والممانعة .