الرئيسة \  مشاركات  \  المقايضة على الأرواح .. هكذا يعمل النظام الآن

المقايضة على الأرواح .. هكذا يعمل النظام الآن

28.12.2013
شام صافي


مضحك أن يبدأ النظام بنشر أقصوصات إخبارية لا تعدو أكثر من تسويق لرفع وهم انتصار ليس فيه مؤشرات تعاضده ولا يوجد في المشهد إلا قتل ودمار .. فبدءً من ترويج شائعة التحضير لترشيح رأس النظام المجرم إلى ترويج فكرة أنه يخطط لاستعادة حلب خلال أيام محددة .. فالأولى انتشرت حين عد النظام رفع قماشة علم على أحد أبنية المعضمية انتصاراً مقابل ""وعود!!"" بإدخال بعض الأغذية إلى المدنيين الذين أنهكهم الجوع وأكل أكبادهم، والثانية تزامنت مع إلقاء البراميل المتفجرة على مناطق حلب العصية عليه والتي خرجت من يده إلا من براميل الموت العشوائي والتي تعد جريمة حرب من أفظع الجرائم لا تقل عن استخدام السموم الكيميائية من النظام ضد الشعب ..
 
يلاحظ تزامن نشر هذه الظرائف المثيرة للضحك وشر البلية فيها فضلاً عن النكات السياسية التي تحير الألباب في التعامل مع القضية السورية وملفها ..علماً أن  شعبنا أصبح مستفيقاً لها ولا تعني له انتصاراً يوهمه به النظام فالشيء الوحيد الذي يحققه فلول الأسد هو الإمعان في قتل وسفك دم البشر -إن كان يعد ذلك انتصاراً- مع ترويج انتصار وهمي ما انفك عن تكراره الممل منذ اليوم الأول للثورة ولثلاث سنوات حتى الآن يقول: انتهت الأزمة وانتصرنا !
أي نصر هذا!!
هل يعدون -مثلاً - رفع علم على بلدة ثارت عليه انتصاراً!! على منطقة لم ترضخ لهم!! علماً أنها لازالت على الوعد الذي لن ينفذ، لأن النظام لا عهد له وانتصاره الوحيد الذي يتوهم حصوله (أو بالأحرى يريد الحصول عليه) هو ترويج نصره فقط إعلامياً ومعنوياً، فليحذر الجميع من هذا ,,أن ينشر فعلاً أنه انتصر أو على وشك النصر,, ..
فماذا يمكن لنا أن نقول والجوع فتك بأهلنا .. وما المشكلة في رفع قماشة مقابل لقمة في فم طفل أنهكه المرض والتعب والجوع!! لا مشكلة أبداً في هذا ولا يعد خسارة لأهلنا ولا يعد أبداًَ انتصاراً للنظام فأين الانتصار بالله عليكم أخبروني؟؟!!!
فهل إدخال لقمة لفم المدنييين أولى وأهم أم وضع قماشة على أحد الأبنية .. ولكن السؤال الأهم: هل حقاً تصدقون أن الأغذية ستدخل؟!
وقد وعدوا بأمثالها سابقاً كثير ..
ولم تنفذ!! بل كانت قتلاً على قتل وفخاً وراء فخ مع لا من عهد لهم، فكيف يكون هناك عهد لمن يخون الأمانة؟!
 
النظام من كل هذا فقط يريد أن يروج انتصاراً وهمياً لرفع المعنويات ولترويج أنه انتصر وأنه كسر كلمة الثوار والمجاهدين وهو في الحقيقة لم يكسرها وإنما الجوع والمرض له أثقل الكاهل ولأن الحفاظ على الحياة حياة إخوتنا أولى من قضية قماشة إن كانت هي الفاصل!
ما وفى النظام بوعده أو عهده يوماً في أي هدنة أو في أي اتفاقية ودائماً كان ينقض العهود والمواثيق وما دعا أهلنا للقبول إلا خساسة نظام يتحكم بالعيش والمعاش والحياة والحقوق ويحرم البطون الجائعة حقها الطبيعي في وطن كريم ..
لطالما كان يفتخر العرب بقوتهم ونخوتهم وانتصارهم المشرف ولكن أن يفتخر أحدهم بانتصار على طفل أو امرأة مريضة وشيخ كبير مسن بحاجة للدواء والغذاء!!! فهذا أين الانتصار فيه وأين النخوة والقوة الحقيقية؟؟ وخاصة أن الدول العظمى أشعلت النور في وجه نظام هكذا يبيد شعبه بشتى أنواع الإبادة؟!
 
منطقة حلب ترمى عليها البراميل وحصار فظيع لأهلنا في الغوطة ولازال في باقي المناطق سخونة منتشرة تعبر عن حياة الثورة وعدم خمولها أو خمودها .. كل هذا وينشر الإعلام عن الشعب السوري ما لا يليق ببطولته وبسالته وشجاعته وصموده وصبره فلا يذكر عنه إلا حاجته وفاقته وأنه مسكين مضطهد يبيح لنسائه أن يكونوا إماءً أو عبيداً أو ملك يمين حتى لا تمتهن كرامتهن؟؟!
ما هكذا شعبنا ولن يكون يوماً من الأيام هكذا مهما شوهوا صورته ومهما أساءوا لنضاله وعظمته .. يريدون أن ينتهي ظاهراً بالقتل وباطناً بالامتهان والإذلال والتصغير بينما هو مشعل الثورات الحديثة وبريق النضال الحقيقي في تحرره من أعتى نظام سانده حكام التواطؤ وخذلوا الحق والإنسانية فكانوا أوحش من الوحوش.
لن ينتصر النظام بعون الله وبهمة الثوار والمجاهدين الذين لم ولن يفقدوا الأمل لأنه مستمد من وعد الله لنا ووعده بتأييد المظلوم ووعده بأن العاقبة للحق وأن الظلم مهما ساد لن يستمر وأن نار الظلم ستحرق كل من ساهم في إيقادها وإشعال أوارها وستحرق كل من دعم الظلم والظلمة.
البسطاء والمساكين ومن دفعوا أثمان الحرية والتحرر لا بد وأن تدور الدائرة على من سلبهم كل ما يملكون هكذا علمنا التاريخ وهذه نهاية الوحشية العمياء.
 
ولكن لكل أجل كتاب وإنما النصر مع الصبر وإن العاقبة هي القرار، ولا يتوهمن متزعزع بغير انتصار الحق مهما علا الباطل فإنه لا يبدئ ولا يعيد وإنه مهترئ زبد يذهب بلمحة حينما نستحق النصر ويتم الله حكمته ويلهم الناس نيل الأجر ..
وأخيراً :
لا ثقة بعهد النظام - لا انتصارات حقيقية له مهما روج لها - لا سلطة له ولا جنود إلا دماراً وخراباً وقتلاً.