الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الملك سلمان واستقرار سوريا

الملك سلمان واستقرار سوريا

14.12.2015
اليوم السعودية


كلمة اليوم
الاحد 13/12/2015
في كلمته الضافية أثناء اجتماعه مع أعضاء المعارضة السورية، الذين اختتموا اجتماعاتهم في الرياض، يوم الخميس الفائت، أكد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- حرص المملكة على تحقيق الأمن والاستقرار والعدل في سوريا، فالمملكة بهذا الحرص يهمها أولا وأخيرا عودة سوريا إلى استقرارها وأمنها المفقودين، وأن يتحقق للسوريين أملهم المنشود بتوحيد كلمتهم وصفهم.
والقطر السوري عزيز على المملكة قيادة وحكومة وشعبا، وعلاقتها بالمملكة ضاربة في عمق التاريخ، ويهم المملكة في الظروف العصيبة التي تمر بها سوريا أن تتوحد كلمة السوريين؛ تحقيقا لأمن هذا البلد واستقراره وعودته للانضمام إلى مكانته العربية والدولية، فالمملكة لا تضمر إلا الخير لسوريا والسوريين، ويهمها جمع كلمة أبنائها لما فيه مصلحة هذا القطر وخيره ورفاهية شعبه.
وقد أكد خادم الحرمين -يحفظه الله- في الكلمة ذاتها على أهمية أن تعود سوريا إلى استقرارها وأمنها، وهي عودة فيها الخير كل الخير لسوريا وللعرب جميعا، فتوحيد كلمة العرب في كل أقطارهم مهمة سعت المملكة وما زالت تسعى لتحقيقها، ويهمها أن تتوحد الأمة العربية؛ لمواجهة الأخطار والتحديات المحدقة بها من كل صوب، فالمملكة حريصة على لم شمل السوريين وجمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم لخير شعبهم وأبنائه.
وتمر سوريا اليوم بمحنة صعبة، لن تخرج منها إلا بتوحيد كلمة ابنائها على الحق، والعودة إلى صوت التضامن؛ للخلاص من أزمتهم الطاحنة، التي أدت لتحويل بلادهم إلى بؤر لتفريخ الإرهاب، وتحويلها إلى أبواب مفتوحة للتدخلات الأجنبية، التي ما كان يمكن أن تحدث لولا هذه الأزمة الشائكة التي أدت إلى ما أدت إليه من تدهور كبير وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وإلى تهجير السوريين في كل أصقاع الأرض.
المملكة تشعر بأهمية دورها لإنقاذ القطر السوري من أزمته الطاحنة، وازاء ذلك جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- لفصائل المعارضة السورية الممثلة للشعب السوري؛ لعقد مؤتمرهم بالرياض والتشاور في الكيفيات المناسبة؛ لتخليص الأراضي السورية من أزمتها الحالية، وذلك بترسيخ الحل السياسي كمدخل آمن لإنقاذ البلاد والعباد هناك من المعاناة الصعبة التي تمر بها سوريا الشقيقة.
المؤتمر يمثل حدثا كبيرا، وقد ثمن المجتمعون في مؤتمرهم الدور الكبير الذي اضطلع به خادم الحرمين الشريفين؛ من أجل إنقاذ سوريا من محنتها والخروج بها إلى بر الأمان، فهو -يحفظه الله- حريص على وحدة الشعب السوري وتوحيد كلمته وصفه وضرورة عودته إلى أمته العربية من جديد كعضو فاعل ومؤثر فيها، فالسوريون حريصون على وحدة بلادهم ووقف نزيف الدماء والحروب الدائرة على أرضهم.
وفصائل المعارضة يدركون أهمية اجتماعهم بالرياض، وأهمية تنفيذ ما اتفقوا عليه بالإجماع من خطوات مباركة، سوف تلم شتاتهم وتسعى لايقاف طوفان الدماء في بلادهم، وإنهاء مأساتهم الكبرى التي عانى منها السوريون الأمرين، والمعارضة الوطنية السورية لا يريدون إلا تحقيق السلام في بلادهم وإنهاء معاناة شعبهم وكف يد الظلم والظالمين، ووضع نهاية للاستبداد والقهر والجبروت الذي يدور على أرضهم المسالمة والحرة.