الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الملف السوري بين مطرقة "حزب الله" وسندان "النصرة" و"داعش"!

الملف السوري بين مطرقة "حزب الله" وسندان "النصرة" و"داعش"!

11.10.2016
بينة الملحم


الرياض
الاثنين 10/10/2016
ذكرنا في المقال السابق أنّ من اطلع على الأحاديث المسرّبة لكيري وزير الخارجية الأميركي في اللقاء الذي جمعه بنشطاء سوريين في الأمم المتحدة، يتأكد من فرضية سياسة إدارة أوباما الأميركية حيال الملف السوري من حيث نزوعها إلى الانكماش بدلاً من الانتشار والتأثير. أوباما الذي تارةً يهدد بضرب سورية حتى من دون موافقة الكونغرس، وتارة أخرى يحيله إليها، وتاراتٍ أخرى لا ينوي أصلاً توجيه ضربة إلى النظام السوري، هذا التنازع بين المواقف بين التصعيد والبرود، بين الوتيرة العالية والوتيرة الهادئة وحتى التسجيل المسرب يثبت أكثر مدى التخبط لدى الإدارة الأميركية.
وحينما دافع كيري عن دور "حزب الله" ممّا أثار المعارضة السورية، وطالبها بقتال "النصرة" و"داعش"، لافتاً إلى أن "الولايات المتحدة لن تتدخل لمقاتلة حزب الله حليف الأسد"، مبرراً ذلك "بأن حزب الله لم يعلن الحرب على الولايات المتحدة ولم يتآمر ضدها بخلاف داعش والنصرة"!
قد لا تفاجئه تصريحات السيد كيري من رأى أن مجيء كيري على رأس وزارة الخارجية الأميركية يعني أن التحول قد حدث بالنسبة للموقف الأميركي تجاه الثورة السورية عن قبل، فهو صديق بشار الأسد وقريب من إيران على مدى تاريخه، ولهذا تشير التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الأميركي جون كيري -تحديداً- في العاصمة النرويجية أوسلو عام ٢٠١٣ إلى تحول في الموقف الأميركي لجهة الحوار بين الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة لإنهاء النزاع الدامي في سورية المتواصل منذ عامين. فبعد أشهر من المطالبة الأميركية العلنية بأن "على الرئيس السوري بشار الأسد أن يرحل"، أعلن كيري دعم بلاده لحوار بين الرئيس الأسد والمعارضة من أجل تشكيل حكومة انتقالية تمهد لانتقال سياسي.
حزب الله كقوة عسكرية والتي وضعت لشلّ تحرك نفوذ العرب في محمياتٍ تطمع إيران لاحتلالها أو بسط نفوذها فيها، هذا ما يفعله حزب الله في الخليج تحديداً فحزب الله يلعب سياسته في الخليج منذ عقود، الجميع يعلم دور عماد مغنية في تفجيرات الخبر، ودوره في اختطاف الطائرة الجابرية الكويتية، ليس جديداً على حزب الله رغبته المستمرة لتأسيس أي تخريب في الخليج!
في المقابل نذكّر واستشهاداً بعجائب السياسة الأميركية الحالية وبحسب ما أورده ماثيو ليفيت في التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول الإرهاب في العالم بأن عام 2012 شهد "تجدداً ملحوظاً في رعاية الجمهورية الإسلامية للإرهاب" حيث "بلغ النشاط الإرهابي لإيران و(حزب الله) مستوى لم يشهده منذ تسعينيات القرن الماضي"!
إن الاستخدام الأمني الاستخباراتي لداعش أو النصرة أو حزب الله أو لجماعات وتنظيمات هي إرهابية على أيٍّ يعتبر من أخطر ما يجب الوعي به والانتباه إلى خطره؛ ومدّ اليد للتحالف مع أي تنظيم إرهابي كمدّ اليد والتحالف مع الشيطان، ولا أظن نحتاج التذكير كم من سحر انقلب على ساحره!