الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الملف السوري يهز هيبة أميركا الخارجية

الملف السوري يهز هيبة أميركا الخارجية

19.03.2015
الوطن السعودية



الاربعاء 18-3-2015
يؤكد الجدل حول عبارة قالها أخيرا وزير الخارجية الأميركي جون كيري بخصوص التفاوض مع النظام السوري، وما تبعه من ردود أفعال الأطراف ذات العلاقة، أن الولايات المتحدة ما زالت غير جادة في العمل على إنهاء الأزمة السورية، وتمر في واحدة من أسوأ مراحل قدراتها في السياسة الخارجية.
فما يجري من أمور، قطعَ الشكّ باليقين بأن على الولايات المتحدة أن تعمل الكثير لاسترجاع هيبتها الخارجية، بعد أن فقدت الكثير لعدم تعاملها بالشكل المطلوب مع كثير من الملفات، وفي مقدمتها الملف السوري.
فسياسة الولايات المتحدة بلغت حدا من الضعف تمضي فيه إلى ترقيع عبارات مبهمة لكبار سياسييها، لأن تلك العبارات استغلت من قبل جهات كي تقول للعالم إن الولايات المتحدة صارت ترضخ لشروطنا.
وهل أسوأ على السياسة الأميركية من أن ينتهز بشار الأسد الفرصة ليعلق أول من أمس بما يشبه السخرية على الولايات المتحدة بقوله "ما زلنا نستمع إلى تصريحات، وعلينا أن ننتظر الأفعال وعندها نقرر".
كذلك، فأن تمنح تصريحات كيري فرصة للروس لإثبات أنهم كانوا على صواب، وأن الأميركيين بدؤوا يدركون ذلك ويتراجعون عن الخطأ، فتلك مشكلة.
وأن يقول الروس أول من أمس إن واشنطن بدأت تدرك أن مخاطر توسع تنظيم "داعش" تستوجب التحرك بشكل فاعل، ما يتطلب الحوار مع نظام الأسد، فتلك اللهجة فيها من اللوم -وربما التوبيخ- الكثير.
فالروس يرون إذًا أن الولايات المتحدة لم تكن تدرك مخاطر "داعش"، ما يعني أن التحالف الدولي الذي تقوده ليس سوى تمثيلية، وأن الخيار الوحيد في رأي الروس هو العودة إلى فكرتهم بإشراك نظام الأسد في محاربة الإرهاب.
مختصر الكلام، عدم جدية الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة السورية جعل تلك الأزمة تمتد وتطول، حتى فقد الشعب السوري مئات الآلاف من الضحايا، وترك المجال للروس والإيرانيين وأذنابهم لأن يصبحوا جزءا من الأزمة السورية، وتفريط الولايات المتحدة في أكثر من فرصة لإنهاء النظام السوري مع الإبقاء على هيكلية الدولة أدى إلى مزيد من الكوارث.
وعلى الرغم من كل ذلك، هناك إمكان للبدء في حل جدي ينطلق من مخرجات "جنيف 1"، ولكن هل يقبل الروس بحل ليس في مصلحة الأسد، وهم قادرون على الإبقاء عليه مدة أطول في زمن ضعف السياسة الأميركية؟.. هنا لب المشكلة.