الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المملكة تنظف مستنقع إيران في سورية

المملكة تنظف مستنقع إيران في سورية

15.02.2016
أسامة القحطاني



الوطن السعودية
الاحد 14/2/2016
يقف مع المملكة قرابة 34 دولة أعلنت انضمامها لهذا التحالف، وهي رسالة حاسمة لملالي إيران بحجم قوة المملكة ومدى اتساع نفوذها واتحاد مصالحها مع العالم الإسلامي والدولي.
لم تمر لحظات عصيبة في تاريخ المملكة كما هي اليوم؛ فمملكة الحزم اليوم تحارب في عدة جبهات في نفس الوقت، دفاعا عن أمن الوطن أولا وعن الأمن القومي العربي ثانيا، وهو تحدٍّ شرس وذو مخاطر عديدة سأتحدث عن بعضها، وعن الاستراتيجية المتوقعة من مملكة الحزم.
لن أخوض في الحديث عن أزمة اليمن حتى لا يتسع الحديث، ولكن يجب الإشارة إلى أنها جبهة ملتهبة اليوم، وهناك إشارات إيجابية على تقدم مستمر وثابت نحو تطهير اليمن من الانقلابيين، خصوصا مع اقتراب المعركة من صنعاء يوما بعد يوم.
المعركة القادمة هي معركة كسر العظم الثاني لإيران بتطهير سورية من الحكومة الطائفية وميليشيات إيران هناك، بالإضافة إلى محاربة الإرهاب السني، ومقاتلة إيران وميليشياتها الإرهابية هناك دفاع اعن الأمن الوطني والقومي معا، وبدون الوقوف في وجه الجنون الإيراني هناك فإن يوما سنرى الفرس ومرتزقتهم يمارسون إرهابهم في بقية العواصم العربية!
الكثير تساءل ماذا تعني المملكة بإعلانها إرسال قوات في سورية لمحاربة داعش؟
هناك تفسيرات كثيرة، ولكن هناك أمر واضح من الإعلان؛ وهو أن الإرسال مشروط بأن يكون من ضمن تحالف دولي، وبهذا تكون المملكة أول دولة تعلن عن موافقتها على إرسال قوات على الأرض لمحاربة داعش هناك، ولكن بشرط أن تكون القوات من ضمن تحالف دولي بري على الأرض، وفي إعلان آخر اشترطت المملكة إرسال أميركا قوات برية معها. وبهذا يظهر أن المملكة لها هدف سياسي بتشجيع الحلفاء الغربيين على الانخراط في حل الوضع هناك ومزاحمة النفوذ والتدخل الروسي الهمجي الذي غير قواعد اللعبة على الأرض في ظل تخاذل وتردد الغربيين.
ويبدو أن هذا الإعلان قد نجح في دفع الأطراف الدولية كي تتدخل بقوة أكثر، فبعدها أعلن الناتو مطالبته لروسيا بإيقاف ضربها للمعارضة السورية للمرة الأولى، وأعلن مشاركته رسميا في الحرب ضد داعش، كما أن تركيا لمحت أكثر من مرة إلى أنها ربما تتدخل على الأرض. مجموع هذه الأحداث جعل رئيس الوزراء الروسي يحذر من حرب عالمية قد تندلع في سورية! لذلك لا يمكن فهم التصريح السعودي بإرسال قوات إلا أنه تشجيع للقوى الغربية كي تنخرط في الصراع في مواجهة النفوذ الروسي الذي تصعب مواجهته بدون تحالف دولي تكون أميركا من ضمنه.
لم يكن هذا العمل هو التصرف الوحيد من المملكة تجاه مواجهة وحشية وأطماع إيران في سورية، فقد قامت المملكة بجهود كبيرة في ترتيب صفوف المعارضة وتوحيدها، ونجحت بالفعل في مؤتمر الرياض لوضع نواة عمل موحد للمعارضة السورية، مما يُهيئ لإقناع الغربيين بجدوى دعم معارضة معتدلة يمكن الوثوق بها وكفاءتها.
كما كان من ضمن الترتيبات السعودية لمعركة سورية؛ إطلاق التحالف الاستراتيجي مع تركيا في الرياض، الأمر الذي قد يغير خريطة القوى السياسية والعسكرية في المنطقة بانضمام اثنتين من أكبر قوى المنطقة لتكونا في تحالف استراتيجي، بالرغم من أن هذا الحلف يحتاج إلى وقت كي ينضج أكثر.
لم تكتفِ مملكة الحزم بهذه الترتيبات أيضا؛ فقد تم الإعلان عن التحالف الإسلامي الضخم لمحاربة الإرهاب، التحالف الذي لا يضم فيه إيران، الرسالة الحاسمة التي تم إرسالها لإيران بأن حجمك لا يعدو عن نفوذ قام على الإرهاب والقمع والدموية المهزوزة في زوايا متفرقة ومقطعة الأوصال، بينما يقف مع المملكة قرابة 34 دولة أعلنت انضمامها لهذا التحالف، وهي رسالة حاسمة لملالي إيران بحجم قوة المملكة ومدى اتساع نفوذها واتحاد مصالحها مع العالم الإسلامي والدولي، مما جعل إيران تشعر بعزلتها الحقيقية التي لا تعرف تفكر كيف تخرج منها إلا بميليشيات المخدرات والقتل والاغتيال!
المملكة منذ بداية عاصفة الحزم؛ لم تكن تعمل وحدها، فهي تعمل من خلال تحالفات وتنسيق مع الحلفاء الخليجيين في المقام الأول، ومع العمل على صنع تحالفات دولية وتهيئة الأوضاع وترتيبها لخلق فرص أفضل لنجاح سياساتها، في سياسة تجمع بين الحكمة والعمل الهادئ وبين الجرأة والحزم في اتخاذ القرار.
نسمع بعض المثقفين الذين يتحدثون عن الحوار مع إيران ومرتزقتها، ولكن ومع إيماني بأهمية الحوار وأنه هو المخرج الحقيقي من أزمتنا التي خلقتها طائفية إيران، إلا أن الحقيقة أن إيران وميليشياتها لا تؤمن إطلاقا إلا بحوار تستفيد منه في إكمال أطماع تصدير الثورة الطائفية التي يصر عليها ملالي إيران! ولا أظن أن حوارا سينجح إطلاقا إلا في حال حدث تغيير من داخل النظام الإيراني، ونزع السلطة من المتطرفين الذين يسيطرون على القرار السياسي وتغيير الآيديولوجية الطائفية التي صنعتها الثورة الإيرانية، الأمر الذي قد يكلف الإيرانيين مئات الآلاف من الأنفس والدماء التي لن تتردد الإدارة الطائفية في سكبها حفاظا على كراسيها العرجاء.