الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المملكة مع أي خيار ينقذ الشعب السوري

المملكة مع أي خيار ينقذ الشعب السوري

25.10.2015
الوطن السعودية



السبت 24/10/2015
تأتي المحادثات الرباعية بين وزراء خارجية المملكة والولايات المتحدة وروسيا وتركيا التي بدأت أمس، وتمتد لغاية اليوم في العاصمة النمساوية فيينا، لتشكل كما يفترض مسارا جديدا لإنقاذ الشعب السوري لبدء مرحلة جديدة يطبق فيها حلّ حاسم إن حدث توافق خلال الاجتماع على خطة واضحة تحدد فيها الأولويات، وتكون ملزمة لا يلجأ فيها النظام السوري كعادته للمراوغة وافتعال الأعمال التخريبية كما حدث عندما دخلت لجان المراقبة العربية والدولية للحد من العنف.
قد يُطرح خلال اللقاء نتائج زيارة بشار الأسد لروسيا قبل أيام وما تمخض عنه حواره مع الرئيس الروسي بوتين، وما إن كانت روسيا تستطيع العمل مع الدول الثلاث على تنفيذ مخرجات لقاء "جنيف 1"، وأهمها تشكيل حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد ريثما تهدأ الأمور، وإن كان مصير الأسد لم يحدد بدقة في "جنيف 1"، إلا أن موضوعه يمكن حسمه اليوم في لقاء فيينا لو تنازل الروس عن التمسك ببقائه.
وعلى الرغم من أن المملكة أعلنت منذ استخدم النظام السوري العنف مع الشعب وعدم تجاوبه مع دعوات المملكة وجامعة الدول العربية ودول أخرى للتهدئة واللجوء للحوار أنه لا مكان للأسد في السلطة بسبب ما ارتكب من مجازر بحق الشعب السوري، إلا أنها من أجل خلاص الأشقاء السوريين وإنهاء معاناتهم أبدت مرونة بما يرتبط بحل سياسي يضمن عدم انهيار الدولة ما يعني أن تتولى حكومة انتقالية الحفاظ على الجيش والمؤسسات، ثم تبدأ عملية التطهير من التنظيمات الإرهابية.
الأمر الأكيد هو أن المملكة مع أي خيار يضمن عودة الاستقرار لسورية وينهي الأزمة، والأكيد أيضا أن موقفها تجاه رحيل الأسد من السلطة ثابت، فلم يعد استمراره مقبولا لدى شعبه ولدى العالم – عدا روسيا وإيران - بعد ما ارتكبه نظامه من دمار وقتل وتهجير وتشريد.. ومن أجل خيار الاستقرار، بذلت المملكة جهودها عبر توظيف ثقلها السياسي دوليا، وعلى هذا الأساس كانت زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة للولايات المتحدة، وقبلها زيارة سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا.. ومازالت المملكة تقدم الكثير لخدمة الشعب السوري، ولعل رؤية الخلاص تكون في لقاء فيينا إن تعاونت روسيا مع الآخرين