الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المناورة الروسية والتفصيلات غير الواردة

المناورة الروسية والتفصيلات غير الواردة

24.11.2015
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الاثنين 23/11/2015
 حظر الطيران المدني على مطار رفيق الحريري في بيروت لمدة ثلاثة ايام، عن طريق ايعاز قيادة الاسطول الروسي الى مديرية الطيار المدني، وليس عن طريق وزارة الخارجية، كما هو العرف، ليس لان الروس يتعاملون مع بيروت باعتبارها ضاحية من ضواحي موسكو، كما يقول جنبلاط، او انها استهتار بالدولة اللبنانية في "يوم الاستقلال، وانما لان المناورة الروسية واسعة الأهداف، وهي تشمل شرق المتوسط كله، وهي لا تجد نفسها ملزمة الا مع اسرائيل التي تنسق معها بحراً وارضاً بالاهتمام بالتفاصيل، فهي في الجولان وجنوب سوريا تقبل بالاهداف الاسرائيلية التي تطال نشاطات حزب الله في جنوب سوريا وليس في لبنان.
والمبادرة الروسية ليست الاولى هذا العام، فقد اشتركت مع الصين فيما يشبه الغاء صورة المتوسط "الاوروبية"، واشتركت في اخرى مع البحرية المصرية وشملت سواحل مصر و(ليبيا) ايضاً، واجرت تفاهمات بحرية مع قبرص لقاء تخفيض فوائد ديونها، ولم يعارض احد من الحلف الاطلسي، ولا بريطانيا التي اصبحت قاعدتها الجوية ليست بعيدة عن ميناء "الخدمات اللوجستية" التي قدمتها البحرية الروسية، واغلب الظن ان تركيا ليست معنية بحصتها من قبرص، او باقتراب المناورة من البر التركي، فبعد سقوط طائرتين تركيتين بصواريخ روسية الصنع، في المنطقة الساحلية السورية، صارت تركيا اكثر "تفهماً".
النشاط البحري الروسي في هذه المناورة وحظر الطيران المدني الى بيروت بشكل ملفت، فاق كل التحركات، حتى تحركات الاتحاد السوفياتي القديمة، ويبدو ان الاميركيين غير معنيين كثيراً بقراءة الحدود السياسية لهذا النشاط، وهذه المناورة، كما ان الفرنسيين لم يتوقفوا لحظة في سعيهم لتحالف مع الروس في محاربة الارهاب، فزيارة الرئيس الفرنسي لموسكو قائمة، وهو لا يجد ان مسّهم "بالسيادة اللبنانية" وارد.
لقد كتب معلقون لبنانيون هذين اليومين كلاماً كثيراً، ومنه ان المناورة الروسية وحظر الطيران المدني فوق بيروت، هو رسالة موجهة الى واشنطن التي صرح رئيسها بأنه سيقدم للبنان والاردن معونات عسكرية، وهذه نظرية سخيفة، ففي اليوم الذي اطلق الرئيس اوباما خبر مساعدة عسكرية للبلدين، كان وزير الخارجية الروسي يعطي دوراً غير عادي للأردن، في الاتفاق الدولي لحرب الارهاب، اذ كلّف باسم الحلف الاردن، بتقديم قائمة بالفئات الارهابية التي تعمل في سوريا، تماماً كما كلف الحلف السعودية بقائمة تشمل المعارضة السياسية والعسكرية السورية التي ستدخل الترتيبة التي وضعها مؤتمر فيينا – 2.
في الحسابات الدولية الجديدة، لا محل للتفصيلات الصغيرة، او القوى المعطلة، فأنت موجود في المنطقة لأنك قادر على ترتيب أوراقك على الطاولة