الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المواجهات في يبرود تعرّض الراهبات للخطر هل تثمر الاتصالات إفراجاً قبل المعركة؟

المواجهات في يبرود تعرّض الراهبات للخطر هل تثمر الاتصالات إفراجاً قبل المعركة؟

12.12.2013
خليل فليحان


النهار
الاربعاء 11/12/2013
يعير المسؤولون المعارك الدائرة في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان اهتماما خاصاً، لان نتائجها ستؤدي الى مزيد من تدفق اللاجئين السوريين الى لبنان من المدنيين، حفاظا على ارواحهم، ومن مقاتلي المعارضة تحوّطا لاعتقالهم او تصفيتهم. وتعتبر منطقة الاشتباكات الدائرة استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها السلاح والرجال في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص. وثمة استعدادات للمواجهة بين قوات النظام ومسلحي المعارضة في يبرود بعد سيطرة الاولى على النبك واستعادة الطريق المغلقة منذ بدء معركة القلمون قبل نحو ثلاثة اسابيع.
وسألوا ايضا هل من رابط بين نقل المقاتلين راهبات القديسة تقلا في معلولا الى يبرود وإنزالهن في فيلا، وهم يدركون ان النظام يشن هجوما للسيطرة على منطقة القلمون بكاملها؟ ولماذا ارادت الجهة المحتجزة للراهبات تغيير مكان اقامتهن؟
وراجع أحد المسؤولين الامنيين مسؤولا عربيا امنيا رفيعا لابعاد الراهبات عن بلدة يبرود، لكن مساعي الوسيط لم تنجح الى الآن، على الرغم من ان بلاده تعلم الجهة المحتجزة التي تصرفت من دون اذن من القيادة العليا التي تمولها وتأمرها.
وأعربوا عن أملهم في ان تعوق الثلوج المتساقطة في منطقة الاشتباكات حسم الموقف، لعلّ الاتصالات الجارية تبعد الراهبات المحتجزات عن تعريض حياتهن للخطر المحتّم اذا اشتعلت الاشتباكات في يبرود .
وشبّه المسؤولون تصرفات محتجزي الراهبات بالذين كانوا يحتجزون تسعة لبنانيين في اعزاز اثناء عودتهم من زيارتهم لاماكن مقدسة، ولاحظوا ايضا ان احتجاز الراهبات قلل الاهتمام الى حد بعيد بالمطرانين المخطوفين اللذين لم يظهرا مرة منذ خطفهما في شريط مصور، لطمأنة ذويهم والرهبانية التي ينتمون اليها.
وقلّلوا من اهمية مواقف الدول الغربية الداعمة لسياسة النأي بالنفس التي انتهجتها حكومة تصريف الاعمال، ومن بين مسؤولي تلك الدول وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا هيو روبرتسون الذي اكد امس "ضرورة ان يبقى ما يحدث في سوريا داخلها، ولا يمتد الى لبنان. إلا ان التمني البريطاني يبقى في إطار التمنيات، لان هناك خطة مدروسة لتوريط لبنان في حوادث سوريا، وقد نجحت، ويكفي لجوء اكثر من مليون و200 ألف انتشروا في مناطق مختلفة من البلاد، لتشكيل عبء كبير تعجز السلطات عن تحمله، على الرغم من تبرعات بعض الدول المانحة.
واعربوا عن اعتقادهم ان المؤتمر الثاني لدعم النازحين السوريين الذي سيعقد منتصف كانون الثاني المقبل 2014 سيكون الفرصة المواتية للدول لتسدّد المستحقات التي تعهّدتها.
وسألوا عن سبب تقاعس الدول العربية عن التجاوب مع طلب لبنان باستضافة اعداد من اللاجئين السوريين، ولا سيما دول الخليج التي لديها مساحات واسعة للاستيعاب وقدرات مالية على الايواء وحتى على الافادة من السوريين في مجالات العمل. صحيح ان مصر استقبلت عددا يزيد على العشرين الفاً، غير ان لبنان هو المستوعب الاكبر، والمساعدات المطلوبة لدعمه تأتي ناقصة، باستثناء السعودية والكويت. ومن الثابت ان الازمة في سوريا لن تحل في 20 كانون الثاني المقبل، وان الخلافات بين الطرفين الرئيسيين، النظام والمعارضة لا تحصى، وهناك ضغوط اميركية وروسية من اجل انجاح المؤتمر، ولبنان يتحمل القسط الاكبر من تلك الازمة، ولا احد يساعده على تخفيف وطأته الا بضع ملايين من الدولارات اظهرت انها غير كافية.