الرئيسة \  واحة اللقاء  \  المواجهة السعودية الإيرانية في سوريا

المواجهة السعودية الإيرانية في سوريا

10.09.2013
طاهر العدوان



الرأي الاردنية
الاثنين 9/9/2013
اذا كانت تصريحات اردوغان وتهديداته حول سوريا أكثر من أفعاله فان اعمال القيادة السعودية تسبق أفعالها. وكنت قد كتبت قبل اشهر عن (يقظة) الدور السعودي في المنطقة بمواجهة مسألتين: ١- تنامي خطورة الفراغ الذي أحدثته سياسة اوباما في المنطقة بإدارة الظهر الى الأزمة السورية وتعاظم الدور الروسي المتحالف مع طهران ودمشق.
٢- تقدم المشروع الايراني الممتد من طهران الى بيروت بعد معركة القصير واقترابه من وضع تكتمل فيه حلقاته.
اذا كانت تلك المعركة قد اعتبرت تحولاً عسكريا وسياسيا بالغ الأهمية عند نظام بشار الأسد فإنها اعتبرت في الرياض تهديدا استراتيجيا لأمن الخليج والعرب لانها قلبت الموازين داخل سوريا من خلال التدخل الارضي المباشر لقوات من حزب الله وعصائب الحق العراقية وفيلق القدس الايراني وهو ما دعا وزير الخارجية سعود الفيصل الى وصف ما جرى في القصير بان سوريا أصبحت تحت الاحتلال وهو يقصد بالطبع (الاحتلال الإيراني والقوى الموالية له ).
واقع الأمر ان المشروع الايراني بعمقه المذهبي ( الذي يعني ما يعني من تهديد للسعودية ومكانتها في العالم الإسلامي) كان قد اكتمل عمليا في العراق، وفي لبنان الذي اصبح فيه حزب الله قوة امنية وسياسية مهيمنة على مفاصل الحكم، لكنه اي هذا المشروع لايزال يتعثر في معركة السيطرة الكاملة على الحلقة السورية، التي تحتل موقعا مفصليا ورئيسياً في بنائه وتماسكه واستمراره.
ذلك انه في سوريا توجد ثورة على النظام تهدد في حالة نجاحها المشروع الايراني لهذا زجت طهران حزب الله وميليشياتها العراقية في معركة القصير التي فتحت الباب امام تغييرات ميدانية على الارض في حمص وحلب وغوطتي دمشق. ومع ان هذا التدخل الايراني وأدواته كان فاعلا على الارض الا انه بالمقابل كان خطأ فادحا، لانه اظهر سوريا كبلد يتم غزوه من الخارج وانه ( محتل ) وفق الاصطلاح السعودي.
بعد القصير فتحت السعودية مستودعات أسلحتها للمعارضة السورية وكثفت حملاتها الدبلوماسية بشكل غير مسبوق من خلال تحركات الأمير سعود الفيصل عربيا ودوليا وتنقلاته بين عواصم القرار في واشنطن ولندن وباريس من اجل رفع الحظر عن إمداد المعارضة بالسلاح، وكانت نتائج هذه التحركات متواضعة امام قرار هذه العواصم بالنأي عن الأزمة السورية الى ان جاءت مجزرة الكيماوي لتفتح الابواب المغلقة امام أهداف السعودية بتحرك دولي حاسم ضد النظام السوري.
لقاء الأمير فيصل ووفد عربي امس مع جون كيري في باريس قد يكون الهدف منه وضع اهم الأوراق بين يدي اوباما التي تساعده في كسب تأييد الكونغرس لتوجيه ضربة للنظام السوري.
وكان وزير الخارجية الاميركية قد كشف عن وجود عروض بمساهمات مالية من عدد من الدول امام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ عندما سؤل عن العبء المالي للضربة على الاقتصاد الأميركي.
المواجهة بين السعودية وبين ايران هي في مرحلة كسر العظم، لان انتصار ايران في سوريا هو بالنسبة للرياض أخطر من احتلال الكويت عام٩٠، لان سوريا الحلقة الأخيرة في المشروع السياسي المذهبي الايراني، فان نجحت طهران فيه تغير وجه المنطقة من المتوسط الى الخليج وان فشلت فان التقهقر الايراني سيتواصل عبر بيروت وبغداد.