الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الموت الرحيم في مخيم اليرموك

الموت الرحيم في مخيم اليرموك

08.01.2014
رائد شراب


القدس العربي
الثلاثاء 7/1/2014
في موجة البرد الأخيرة والتي كانت الأشد بقسوتها والأبرد بثلوجها التي غمرت المنطقة شعرت انا ان المطلوب ان تفكر بغيرك ولو للحظة، حيث رأيت أمام أعيني بينما أنا أجلس أمام المدفأة وأبحث عن كل وسائل الراحة والدفء لأبنائي، مشهد إخواننا الفلسطينيين في مخيمات النزوح وهم لا يجدون ملجأً يحتمون به من هذا البرد القارس ورأيت الآباء يقفون عاجزين عن انقاذ أبنائهم ويتمنون لو أن حياتهم تكون ثمناً لكي يدفئوا أبناءهم لقدموها رخيصة لهم. ولكن وبعد انقشاع البرد وذوبان الثلج عن هموم شعبنا الفلسطيني وجدت مصيبةً اكبر واعظم وهي تتلخص بكلمتين (مخيم اليرموك). هذا المخيم الذي يعاني ويلات الجوع والعطش حتى وصل الحال بهم الى الموت الذي لا يرحم بسبب الجوع وأين في بلاد ما يسمى بالمسلمين والعرب. اني ألوم الأمة التي تدعي انها خير الامم والتي تنفق مليارات الدولارات على تفاهاتهم وسقطاتهم لكي تفتخر امام العالم بحالها وشعبنا يذبحه الموت جوعاً في مخيم اليرموك. أليس من العار عليهم أن ينفقوا المليارات في سبيل تدمير الوطن العربي وبث الفتنة فيه وتعزيز روح الكراهية والطائفية بين شعوبه وتناسوا ان هذه الشعوب لها حق بالحياة والتي اصبحت اليوم صعبة المنال؟ كيف لي أن ألوم الموت والذي قد يكون جاء رحمةً لهؤلاء بعد ان نسيتهم أمتهم وتركتهم فريسة الجوع فاتخذ الموت قراره بأن يكون رحيماً بهم ويخلصهم من عذاباتهم.
يجب علينا جميعاً وبوجه التحديد نحن الفلسطينيين أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة ولو حتى بالدعاء والكلمة ان نقف جميعا وقفة رجل واحد لانقاذ اهلنا وشعبنا في مخيم اليرموك وانا حددت الفلسطينيين بالذات لاننا تعودنا ان نكون بمفردنا نقف وحيدين في وجه الطوفان واعتدنا من امتنا ان تكون في غياهب النسيان. اهلنا وشعبنا في اليرموك لكم الله .