الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الموقف الأمريكاني الإيراني.. هل سيبقى الأسد؟

الموقف الأمريكاني الإيراني.. هل سيبقى الأسد؟

01.10.2013
خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الاثنين 30/9/2013
أثار خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني جدلا واسعا في الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة ولفت أنظار الزعماء والمسؤولين إليه وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي أوباما والرئيس الفرنسي هولاند وبعيدا عن الكلام الذي ركز عليه بعض الكتاب الصحفيين وأطنبوا فيه من مصافحة أوباما أو مهاتفته وجلوس وزيري خارجية البلدين مع بعضهما بعد ذلك مما اعتبروه حدثا عظيما بعد أكثر من ثلاثة عقود من قطيعة طهران مع واشنطن ثم الفخر الكبير بروحاني من حيث موقفه وخطفه للأضواء على غرار ما أسهب فيه الكاتب الإعلامي المعروف عبد الباري عطوان وآخرون فإن المطلوب من المطلع العاقل والإعلامي الناضج ألا يمدح شخصا أو بلدا إلا بعد التجربة ومعرفة سيرته خصوصا إذا كان مسؤولا كبيرا ممن يشار إليه بالبنان في قومه وألا يضعه مباشرة في موقف المنتصر ويضع الآخرين في موقف المهزومين ولذا فمن البداية نريد أن نوجز صورة خاطفة عن روحاني كمسؤول سابق في النظام الإيراني وكرئيس حالي للبلاد خصوصا ما يتعلق بمناصبه وأعماله وموقفه من النووي الإيراني سابقا قبل الآن وما الذي سيتغير وموقفه من المشهد السوري هذه الأيام أيضا فإن القضية السورية كانت نجمة المشاهد التي جرى تداولها في الجمعية العامة.
لقد كان روحاني داعما مؤيدا لآية الله الخميني على وجه الإطلاق سيما أنه الولي الفقيه وهو الذي يعتبر أن إيران هي أم القرى بالنسبة للعالم الإسلامي وهو المعروف بالدفاع المستميت عن الحق النووي الإيراني وغير المحدود في تخصيب اليورانيوم وكان يقول إن تطوير البرنامج النووي أمر لامعدل عنه ذلك أنه كان المفاوض الرئيس بشأنه وكانت أياديه ملطخة بالدماء ضد الإيرانيين الأحرار لما كان نائبا لقائد القوات المسلحة. وكان رئيس المجلس الأعلى لأمن النظام 16 عاما وهو من مؤسسي تنظيم تابع لعلي خامنئي باسم مجمع رجال الدين المناضلين وقد اعتمد لوزارة الدفاع حسين دهقان الذي كان قائد قوات الحرس الثوري في سورية سابقا ودرب عملاء النظام من اللبنانيين وأسس معسكر أبي الفضل العباس في البقاع وعمل على تنظيم قوات حزب الله من عام 1982 – 1984 وكان ارتباطه وما زال وثيقا بأمين عام الحزب حسن نصر الله واعتمد في تشكيلته آية الله جنتي كمرشح لوزارة الإرشاد وهو القائل: إن مقاصد خامنئي خط أحمر والقائل: إن سورية محافظة إيرانية وقد قال إسحاق جها نكيري النائب الأول لروحاني وهو يدافع عن وزرائه لقد اشترط روحاني للوزراء أن يكونوا ملتزمين عمليا بولاية الفقيه كسياسة استبدادية مطلقة غاصبة لسلطة وولاية الشعب ثم إن روحاني هو الذي وصف ثوار سورية بالمتمردين وأن قضيتهم مثيرة دوليا كما كان برنامج إيران النووي قبل عقدين من الزمن وصرح أنه داعم لبشار ومعه الشرعية وأخبره بذلك وأن تحالف البلدين ثابت دائم طاعة للولي الفقيه علي خامنئي الذي يعتبر بشار الولد البار له وأما اليوم فيظهر روحاني حملا وديعا ليغازل أميركا بالشأن النووي خطوة خطوة وأنه شخص معتدل وبأسلوب براغماتي ظانا أن حيلته اليوم خصوصا بعد قضية الكيماوي الأسدي في سورية والاتفاق الدولي على تفكيكه وتدميره سوف تنطلي على أحد لا ريب أن أوباما إن كان سياسيا ناضجا واستراتيجيا عميقا وعبقريا ولا أخاله كذلك يكون موفقا لاختبار جدية روحاني وإن كان مجرد مثقف وذي خبرة قليلة ولا يقرأ الأشخاص وطباعهم وتاريخهم ويعرف كيف يلعب الفرس بالعقول كما يلعب الفوارس فيكون حذرا فإن مثل هؤلاء سيضحكون عليه كما ضحكوا وما زالوا على غيره لأن هذا ديدنهم وإنه ما دامت التقية عمادهم فلن يرجى منهم لأحد فائدة ومع تقدم اللاعب الروسي الذي يعتبر إيران ربيبته اليوم وقطعه الضربة الأمريكية اللهم إن كانت صادقة وفعلية ولم تكن مسرحية بالاتفاق معه فإن العجز ظاهر لدى أوباما الذي افتعل أنه مشغول بالكيماوي وأرغى وأزبد دون توجيه أي عقاب للنظام السوري الغاشم وأخذ ومن معه يبحثون عن السكين لا عن الذباح الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء التي وعد بها أوباما الشعب السوري وأنه سوف يتدخل. إن قناعتنا كاملة أن الأمريكان والأوروبيين والروس والصينيين والإيرانيين لا يعيرون حقوق شعبنا السوري الذبيح أي أهمية وليس في قاموسهم حرف واحد عن خطورة إزهاق الأرواح والمعاناة التي هدت جيلنا على جميع الصعد وإنهم قد طمأنوا الجزار بشار بذلك وأن عمره سوف يمتد بامتداد تفكيك وتدمير الكيماوي أي لسنوات خصوصا أن روحاني أعطاهم أو اتفقوا معه على مدة عام لاختبار التقدم في مسألة النووي أي أنه بعد عام ستنتهي مدة الجزار بشار وتنتهي مدة الحكم على النووي وهم يستفيدون كل فائدة من هذا الوقت ويلعبون كما يشاءون ويبقى السفاح على مزيد من قتل وإبادة السوريين لأن ذلك إنما هو بسلاح تقليدي لا بالكيماوي إن المجتمع الدولي اليوم مجتمع متآمر وكأن شعبنا هو من مخلوقات أخرى تستحق كل هذا الإجرام ولذلك يجاريهم روحاني بالناعم من الكلام حتى حسن نصر الله نعّم كلامه أيضا كمآرب لديهم وحتى قام وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤكداً قول بشار أنه باق في السلطة وسوف يترشح عام 2014 لولاية جديدة وما الذي يمنع إذا كان ما يقدمه روحاني من نعومة قد يؤدي إلى تنازلات بسيطة بتخصيب اليورانيوم ويكون ذلك مقايضة لبقاء الأسد الذي يحتمي بروحاني وخامنئي وروسيا ولكن رأينا أن التخفي خلف السواتر لن ينفع أمام التقدم النوعي للجيش الحر ودك معاقل الأسد بعد أن ركع باسم الدبلوماسية لتسليم الكيماوي حماية لإسرائيل التي هي المستفيد الأوحد من موقف سورية وإيران، ولعلنا بعد ذلك نعلم من الشيطان الأكبر أمريكا أم إيران؟.