الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الموقف الأميركي المتردد من سورية

الموقف الأميركي المتردد من سورية

28.07.2013
محمد الطميحي


الرياض
السبت 28/7/2013
    مع انطلاقة الثورة السورية سارع الجميع للمقارنة بينها وبين ماسبقها من ثورات عربية، ولكن ومع استمرار الأزمة بدا المشهد السوري أكثر تعقيداً وتأثيراً في محيطه الإقليمي والدولي.
وفي ظل الموقف الروسي المنحاز منذ بداية الأزمة للنظام في دمشق، تتوجه الأنظار إلى واشنطن بانتظار تدخل سياسي فاعل أو حتى عسكري حاسم يساهم في التقليل من أمد الحرب التي نعيش عامها الثالث.
ولكن الواضح بأن الولايات المتحدة لا تريد ذلك الآن مهما تعددت الفرص والمبررات السياسية والعسكرية وحتى الإنسانية، فقبل أشهر هددت الولايات المتحدة بعواقب وخيمة في حال استخدم النظام السوري الأسلحة الكيماوية في حربه مع الثوار، وبعد تجاوز النظام هذا الخط "الأحمر" لم نسمع من واشنطن سوى التنديد.
وبعد أن منح الكونغرس الرئيس أوباما الضوء الأخضر لتسليح المعارضة خرج الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية بخمسة سيناريوهات لتدخل أميركي محتمل في سورية مما دفعنا للاعتقاد بأن واشنطن جادة هذه المرة إلا ان الجنرال الأميركي عاد وقال بانه يتوخى الحذر عند التوصية بأي تدخل عسكري في سورية خشية أن يحولها أي إجراء غير مدروس إلى دولة غير قابلة للاستقرار أو فاشلة كما قال حرفياً وكأنها ليست كذلك الآن؟!
وفيما يطالب أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض وزير الخارجية الأميريكي جون كيري بالإسراع في تسليح مقاتلي المعارضة لأن الوضع في بلاده يبعث على اليأس يرد كيري بأن "حل الصراع في سورية لا يمكن إلا من خلال السياسة فقط "!!
الحل السياسي الذي تتحدث عنه الإدارة الأميركية ممكن إلا أنه مستحيل دون تدخل عسكري قادر على المساهمة في الإطاحة بنظام الأسد.
والبيت الأبيض يدرك ذلك ولكنه لا يريد أن يتدخل عسكرياً قبل التأكد من استنزاف طهران التي تراهن على بقاء النظام السوري وتبذل في سبيل ذلك المليارات من أموال الشعب الإيراني الذي يعيش أزمة اقتصادية خانقة، فالولايات المتحدة لا تريد لإيران أن تكون نداً قوياً لها في سورية كما حصل في العراق.
كما أن اشتراط واشنطن تسليح كتائب أو جماعات مسلحة بعينها من المعارضة السورية سيقود إلى حرب مبكرة مابين الجماعات القادمة من خارج الحدود، وكتائب الجيش الحر، حتى قبل سقوط الأسد حتى لا يتكرر السيناريو الليبي.
وقبل ذلك كله لن يكون هناك سوى تصريحات جوفاء لن تساهم في تغيير مجريات الحرب الدائرة حاليا في سورية.
هكذا تقول السياسة ولكن ماذا عن مصير ملايين السوريين الذين يتعرضون للقتل والجوع والتشريد كل يوم؟ سأترك الإجابة لمقال الأحد القادم.