الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الموقف العربي في سوريا

الموقف العربي في سوريا

14.09.2013
رأي البيان


الجمعة 13/9/2013
يأتي الموقف العربي من المبادرة الروسية الرامية إلى وضع الترسانة الكيماوية التي تمتلكها دمشق تحت الرقابة والإشراف الدوليين، مستجيباً لحقائق الأمور والوقائع على الأرض والتوقعات من مثل تلك المبادرات.
ما عبرت عنه جامعة الدول العربية قبل يومين من تعاملٍ إيجابي مع المبادرة، وأملٍ في أن تؤدي إلى تنفيذ الإجراءات الضرورية لإنجاحها، تم ربطه بهدفٍ واحدٍ وواضحٍ هو تحقيق إرادة الشعب السوري والحفاظ على وحدته وسيادته وفقاً لمسار مؤتمر جنيف.
الغاية الأساس من أي مقترح أو جهد دبلوماسي، أو حتى عسكري، هو إرساء أسس السلام في نهاية المطاف ووقف نزف الدماء التي ما فتئت تسيل في سوريا منذ أكثر من عامين ونصف العام، وسط عجزٍ دولي غير مسبوق في اتخاذ قرارات فعالة وملموسة تنهي معاناة ملايين السوريين في الداخل والخارج. يأمل العرب أن تكون تلك المبادرة معروفة التفاصيل وموقوتة لكي لا يدخل الملف السوري في متاهة جديدة تكون حلقة في مسلسل القتل المستمر في كل مناطق البلاد.
ومن الضروري بطبيعة الحال ألا تختزل المأساة السورية في تداعيات جريمة استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة، لأنها ليست إلا أمراً مكملاً لما يشهده العالم منذ 30 شهراً بل وسبباً له، حيث ما كانت لتحدث لو تحرك المجتمع الدولي ومارس واجباته التي تمليها عليه القوانين الدولية، ومنها على سبيل المثال مبدأ «مسؤولية الحماية».
ومهما كانت الخواتيم، لا بد من معاقبة مرتكبي جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، وغيرها من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري وتقديمهم إلى العدالة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم الحرب. فمثل تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم ولا يمكن لها أن تمر من دون حساب، وإلا فسيشكل ذلك سابقة خطيرة تؤسس لما بعدها، وهو ما لا يجب أن يكون بأي حالٍ من الأحوال.