الرئيسة \  مشاركات  \  النفاق النافع ، إثمه أكبر من نفعه .. فكيف الحال ، مع ما هو ضرر محض !؟

النفاق النافع ، إثمه أكبر من نفعه .. فكيف الحال ، مع ما هو ضرر محض !؟

06.11.2017
عبدالله عيسى السلامة




كلمة النفاق ، قد توحي لسامعها إيحاءات كثيرة ، وتثير في الذهن ظلالاً شتّى ، لِمعان شتّى ! منها ، على سبيل المثال :
الطبع السيء ـ الخلق الفاسد ـ النفس الوضيعة ـ السلوك الدنيء ..!
بَيد أنها لا تحمل ، ألبتة ، دلالات ، أو إيحاءات ، أوظلالاً..لِمعان، مثل : ذكاء ، حنكة ، نبوغ ، حكمة ، عبقرية ، فطنة ، حصافة ، وعي ، فهم ، كياسة ..! فقد يمارس النفاقَ ، أشخاص أغبياء جداً ، كما قد يمارسه أناس أذكياء جداً .. وبينهما درجات كثيرة ! 
مَن أراد أن يعرف بعض صور النفاق ، ودلالاتها النفسية ، والخلقية ، والاجتماعية .. فلينظر في بعض سور القرآن الكريم ، التي تحدثت ، عن المنافقين ، وطباعهم ، وأخلاقهم ، وتصوّراتهم ، وأوهامهم ، ونفسيّاتهم !
بعض الناس يسمّي النقاق : سياسة .. فيظهِر خلاف ما يبطن ، سواء أكان ذلك لمنفعة شخصية ، أم كان لمنفعة عامّة ! غافلاً ، أو متغافلاً ، عن الفروق ، بين كثير من المصطلحات ، مثل الفروق :
ـ بين الدهاء والخبث : فعمر بن الخطاب يقول ، على سبيل المثال : لستُ خَبّـاً ، ولا الخبّ يخدعني . ويقصد بالخبّ ، هنا : الماكر الخبيث !
ـ بين المكر الحسن ، والمكر السيّء .. ففي القرآن الكريم :( ولا يحيق المكر السيّء إلاّ بأهله) .
ـ بين الكلمة الطيّبة التي تفتح القلوب .. والثناءِ المجّاني الرخيص ، الذي يثير السخرية ، وينزل قدرَ صاحبه ، ويكشف طبيعته المزيّفة ! فقد أراد النبيّ محمد ( ص ) أن يطيّب خاطر أحد الأشخاص، بالكلمة الطيّبة ، فقال له: إن فيك خصلتين يحبّهما الله ورسوله: الحِلم والأناة ! 
ـ بين الخدعة في الحرب .. والخدعة في التعامل الاجتماعي !
ـ بين القول الليّن لطاغية مستبدّ .. وتزيينِ أفعاله الإجرامية ! فقد أمر الله موسى وهرون ، أن يقولا لفرعون قولاً ليّناً ، لعلّه يتذكّر أو يخشى !
ـ بين تذكير العدوّ ، أو الخصم ، بالقواسم المشتركة ، التي تقتضي التعاون .. والانسياقِ، معه ، فيما هو فيه ، من عداوة ، أو خصومة ، بكلام يزكّيه ، ويعطيه شهادة حسن سلوك ، أمام الناس..لاسيّما إذا كان للعداوة ، أو الخصومة ، طابع ثقافي ، يحرص كل من الفريقين ، من خلاله ، على كسب عقول الناس وقلوبهم !