الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النرويج.. وخطر "العائدين من سوريا"

النرويج.. وخطر "العائدين من سوريا"

02.08.2014
تيري أطلس ومكائيل هولتر



الاتحاد
الخميس 31/7/2014
عزز تحذير نرويجي من هجوم إرهابي وشيك مخاوف الولايات المتحدة وأوروبا من خطر المقاتلين العائدين من الحرب في سوريا. وذكرت السلطات النرويجية أنها كشفت معلومات تشير إلى احتمال وقوع هجوم إرهابي في البلاد في غضون أيام ينفذه أفراد لهم صلة بالصراع في سوريا. ويأتي التحذير الذي ظهر لأول مرة يوم الخميس الماضي بعد هجوم وقع في مايو الماضي على متحف يهودي في بروكسل بتنفيذ رجل قالت السلطات إنه قد يكون أول جهادي أوروبي يعود من سوريا لينفذ مهمة دموية في وطنه.
وذكر "فيدار ريفيك" قائد الشرطة النرويجية بالنيابة يوم الخميس الماضي أن الأجهزة الأمنية كثفت تواجدها على الحدود وفي المطارات ومحطات القطارات. وذكر "كار هانسن" المتحدث باسم الشرطة عبر الهاتف من العاصمة أوسلو يوم الجمعة أن الشرطة طلبت من أفرادها قطع عطلاتهم لتعزيز الإجراءات الأمنية. وذكر تليفزيون "تي. في.2" النرويجي أن مسؤولين يشتبهون في احتمال وقوع هجوم. وقال مسؤول أمني نرويجي بارز للصحفيين إن الشرطة النرويجية تلقت معلومات تفيد أن أشخاصاً لهم صلة بجماعة إسلامية متطرفة في سوريا ربما يعتزمون تنفيذ عمل إرهابي في النرويج، وأن عمليات التحقيق المبدئية تعزز مصداقية هذه المعلومات". وذكر "تروند هاجوباكين" المتحدث باسم الشرطة في أوسلو أن نحو 50 شخصاً يعتبرون خطراً على الأمن غادروا النرويج ليقاتلوا في سوريا، وأن نحو نصف هؤلاء عادوا إلى النرويج حتى الآن. وفي مايو، اعتقلت الشرطة ثلاثة مواطنين نرويجيين فيما يتعلق باتهامات إرهابية. وقالت الشرطة حينها إن الرجال الذي ولد أحدهم في الصومال وولد الاثنان الآخران في يوغوسلافيا يمثلون تهديداً للبلاد وحلفائها.
والتحذير النرويجي يعزز مخاوف مسؤولي إنفاذ القانون ومكافحة الإرهاب بأن خطر المقاتلين العائدين واقعي ويتصاعد، وأكد "جيه جونسون" وزير الأمن الداخلي الأميركي يوم الخميس الماضي في منتدى "آسبن" الأمني في كولورادو أن هذا هو الخطر الأول على قائمة الأولويات في كل مرة يجتمع فيها مع نظرائه الأوروبيين. وقال "خوان زاراتي" المحلل المتخصص بشؤون مكافحة الإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي حضر المؤتمر "لدينا آلاف المقاتلين الأجانب يدخلون ويخرجون ومن الصعب جداً تتبعهم، ومن الصعب جداً معرفة ما سيفعلونه عند عودتهم.. النرويجيون يتعاملون مع الأمر، والأوروبيون قلقون للغاية والأستراليون قلقون. إنها مشكلة دولية".
وذكر "بيتر كينج" النائب "الجمهوري" عن ولاية نيويورك ورئيس اللجنة الفرعية للأمن الداخلي الأميركي في مجلس النواب يوم الخميس الماضي أن هناك ما لا يقل عن 100 أميركي ذهبوا إلى سوريا ليقاتلوا في صفوف جماعات التطرف الإسلامي مثل "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وقال في بداية جلسة استماع بشأن جهود اكتشاف وعرقلة سفر الإرهابيين "مع انتشار المقاتلين وأيدولوجيتهم ستكون هناك عواقب طويلة الأمد وتهديد مباشر على الولايات المتحدة والغرب". وذكر "كينج" أن هناك أميركياً واحداً على الأقل لقي حتفه في تفجير انتحاري بعد إرساله للتدريب لمدة شهرين في معسكر تدريب لجبهة النصرة في حلب، وفجر الأميركي نفسه في هجوم في سوريا في 25 مايو الماضي.
ويأتي التحذير من وقوع عمل إرهابي في النرويج بعد مرور أسبوعين من زيارة وزير العدل الأميركي "إريك هولدر" للعاصمة أوسلو حين حذر أن سوريا أصبحت "مهداً للتطرف العنيف، والعالم لا يستطيع أن يجلس ببساطة ويترك أرضاً للتدريب من الممكن أن يعود منها مواطنونا ليشنوا هجمات". وأكد "هولدر" للمسؤولين الأوروبيين على الحاجة إلى التعاون في التعامل مع الخطر المشترك. وقال "هولدر" إن التصدي للتهديد يتطلب عمليات متابعة جريئة وتحقيقات سرية وتقاسم أفضل للمعلومات عن المسافرين بين الدول والتواصل مع المجتمعات الإسلامية. وأضاف "لدينا مصالح متبادلة لا غنى عنها في تطوير الاستراتيجيات المشتركة لمواجهة تدفق المتطرفين العنيفين من الذين ولدوا في أميركا وأوروبا إلى سوريا... لأن مواطنينا يمكنهم أن يسافروا دون قيود ودون تأشيرة دخول من الولايات المتحدة إلى النرويج والدول الأوروبية الأخرى والعكس بالعكس. المقاتلون في سوريا العائدون إلى أي من بلداننا يمثلون مشكلة لكل بلداننا". وأضاف أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرة في تعقب المواطنين، وأنه يتلقى "تقارير اعتيادية عمن يغادر، وعمن يفكر في المغادرة واُعتقل البعض". ونبه "هولدر" الحلفاء الأوروبيين إلى أن التحدي الأكبر لديهم يتمثل في تعقب "من يحملون جنسيات هذه الدول الأخرى ويذهبون إلى سوريا.. يذهبون هناك لغرض واحد ويجري تحفيزهم وتجنيدهم لأغراض تطرف أخرى في الغرب، ويعودون إلى بلدانهم ليدبروا خططاً ويأتوا إلينا".
ويعتقد "سيث جونز" المحلل المتخصص بالإرهاب في مؤسسة "راند كورب" أنه من المرجح أن سوريا بها عدد من الغربيين أكثر مما تواجد في أي ساحة قتال جهادية في العصر الحديث، فعدد المشاركين الغربيين في سوريا أكبر مما تواجد منهم في أفغانستان وباكستان والعراق والصومال واليمن وليبيا. وقال "جونز": "وصل ما بين 1500 و2500 متطرف سُني من أوروبا إلى سوريا بين يناير 2012 ويوليو 2014... وهناك عدد متزايد من الغربيين بينهم أستراليون". وذكر أن الجماعات السورية وجماعات أخرى منها جماعة الشباب في الصومال التي تجند أيضاً أجانب مازالت أقل خطراً من جماعة القاعدة والخلية المنبثقة عنها في اليمن، "القاعدة في جزيرة العرب"، التي تستهدف تفجير طائرات.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"