الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النصر الوهمي للنظام السوري وحلفائه

النصر الوهمي للنظام السوري وحلفائه

20.03.2014
داود البصري


الشرق القطرية
الاربعاء 19/3/2014
في مشهد تمثيلي وبأسلوب مبالغ به من الجعجعة والاستعراضية الفجة، أعلن النظام السوري عن (نصره) الكبير وحلفائه المعروفين في معركة ( يبرود)!، وهي المعركة التي استحضر من أجلها كل عناصر قوته الضامرة مستعملا ترسانته المتجددة من الأسلحة الروسية وبراميله القذرة، ومستعينا بالقوة الميدانية لرجال عصابات حسن نصر الله وأتباعهم في العراق متصورا أن السيطرة على منطقة صغيرة بعد ثلاثة أعوام من الثورة الشعبية يمكنه من حسم الأمور لصالحه! ، فالحرب كر وفر، وتكتيكات حرب العصابات والمدن إضافة لطبيعة البنية العسكرية لقوات المعارضة لا تسمح لهم بالسيطرة الميدانية المستمرة في ظل انعدام الغطاء الجوي ونكوص العالم الحر عن تنفيذ تعهداته بتزويد الجيش السوري الحر بالأسلحة النوعية التي يمكنها أن تفعل من حالة المقاومة الشعبية و تنهي التفوق التكتيكي لعصابات النظام والميليشيات الإرهابية المتحالفة معه، فمعارك القلمون التي استمرت أكثر من شهر في ظل وجود آلة عسكرية وإمداد تمويني مستمر لجيش النظام وحلفائه ليست نهاية الماف، بل إنها مرحلة من مراحل حرب طويلة ومكلفة كتب على أحرار الشام خوضها ببسالة وفدائية عز نظيرها، فبعد فشل مباحثات جنيف الأخيرة وحتى خلالها كان النظام السوري يتبع سياسة القضم التدريجي لحاضنات الثوار بعد أن أدرك بأن التحالف الدولي ضده ليس بتلك المناعة بل إنه للأسف هش ومتردد وعاجز عن حسم الأمور بشكل واضح وكما تجلى سابقا في الحالتين العراقية والليبية والتي لولا الدعم الغربي المباشر والفاعل لما تسنى لتلكم الملفات الحسم!، ولكن في المسألة السورية فإن الأمر مختلف بالكامل لأن هنالك قرارا على ما يبدو على مستوى القمة لدول القرار في العالم بأن تتحول الحرب السورية لمجزرة منسية!! بعد أن يتم تحويل سوريا بهمة النظام وعزيمة حلفائه العدوانية لمنطقة قتل شامل ولحالة مستمرة من التدمير الذاتي والتفتيت المستمر والفوضى المهلكة واستنزاف جميع الأطراف لأهداف واضحة ومعروفة، فمهما بلغت القوة النارية والتعبوية للنظام فإنه لايمكن أن ينتصر أو أن يتمكن من العودة بسوريا لمرحلة ما قبل 15 مارس /2011!!، كما أن قوى المعارضة بعد أن طال زمان المعركة وتوسعت خطوطها ودخول أطراف إقليمية أخرى على الخط تعيش هي الأخرى حالة مؤلمة من التشتت والصراع الداخلي المرير الذي كلف الشعب السوري الحر أثمانا باهظة وخسائر رهيبة لم تكن ضرورية ولا حتمية! ، المعركة في الشام ومنذ سنوات لم تعد معركة بين الشعب الثائر ونظامه المتعفن المستبد الإرهابي، بل تحولت لمعركة إقليمية كبرى تقاطعت فيها الخيوط والخطوط والإرادات، وتحولت لحرب إستنزاف مؤلمة ومكلفة لجميع الأطراف، فلا منتصر حقيقي في هذه الحرب سوى مخطط الدمار السوري الشامل، ولا يمكن أبدا للقوى المتصارعة ميدانيا أن تحسم الموقف بعيدا عن توجهات وإرادة القوى الدولية الفاعلة التي ترسم السيناريوهات وتحدد المسارات، وتصيغ السيناريوهات، بعد دخول الثورة السورية لعامها الرابع يبدو النظام المترنح وهو يكسب نقطة هنا ونقطة هناك في حالة مروعة من الانهيار رغم الحقن والمقويات الإيرانية والعراقية والروسية، كما تبدو القضية السورية بعد بروز مسألة الصراع في القرم وأوكرانيا وكأنها قضية من الدرجة الثانية! كما يبدو أن حماس أصدقاء سوريا قد أصابه الوهن أو كاد أن يتفتت في ضوء تطورات الصراع الإقليمي والدولي.