النظام السوري.. سيناريو البقاء والانتخابات

الاحد 4/5/2014
يبدو أن السياسة التي اتبعها النظام السوري مدعوما بقوات وميليشيات خارجية وحماية روسية في القصف العشوائي وتدمير المدن ومحاصرة أحيائها وتجويع سكانها بدأت تؤتي ثمارها في الوقت الحالي على الأقل. وبدل أن يتكاتف المجتمع الدولي لردع النظام المعتدي وإيقافه عند حده، ها هي المنظمة العامة للأمم المتحدة تعجز عن فعل شيء، ولم يعد بمقدورها سوى أن ترعى خلال اليومين الماضيين اتفاقا لوقف إطلاق النار في حمص التي حاصرها النظام وجوع أهلها أكثر من عامين، وخلال الهدنة يفترض أن يخرج مقاتلو المعارضة من المدينة وتدخل المساعدات الإنسانية للأهالي، ويتم تبادل أسرى منهم إيرانيون قبضت عليهم المعارضة.
إن التزم النظام ولم يعرقل نقل حافلات الأمم المتحدة للمحاصرين، فهو على الأرجح سوف يخرج مدعيا انتصاره في حمص ليرفع معنويات الموالين له من قوات ومواطنين، ويدعي أيضا إنسانيته وإشفاقه على المساكين.. وهكذا بدل أن يعاقب على أفعاله ينال مكافأة إيرانية بدعمه أكثر وأخرى إعلامية يتاجر بها على المستويين الداخلي والخارجي وتستغلها روسيا في دفاعها المستميت عنه، كما أن بشار الأسد سوف يستثمر الحدث لصالحه في الانتخابات الرئاسية التي أعلن ترشيح نفسه لخوضها.
هنا يمكن لأي متابع للشأن السوري أن يتساءل فيما إذا كان هناك سيناريو نسج في الخفاء، مكونه الرئيس هو الرهان على عامل الزمن لبلوغ موعد الانتخابات لتبدأ الأوراق بالظهور واحدة تلو الأخرى. وعبر الفترة السابقة كان المطلوب عدم استسلام النظام مهما كان الثمن، وتوزعت الأدوار بحيث تولت روسيا المهمة خارجيا، أما النظام السوري وحلفاؤه مثل إيران والميليشيات الطائفية فأوكل إليهم أمر الداخل.. وكل طرف يتصرف بمعرفة الأطراف الأخرى.
ما يرجح وجود مثل هذا التفكير هو إصرار الأسد على ترشيح نفسه رغم العزلة الدولية التي شهدها نظامه طوال سنوات الثورة، ورغم الرفض الدولي لترشيحه، ورغم كل ما حدث من قتل وتدمير وتهجير وتشريد.. فهل يتخيل الأسد أنه سيكون مقبولا لدى العالم لو خرج بعد الانتخابات الرئاسية في بلد مدمر تماما ليعلن فوزه بولاية جديدة؟ وهل يستطيع تغيير الصورة السيئة التي تشكلت عنه وعن نظامه لدى الآخرين؟ وإن حدث ذلك – وهو ضرب من المحال – هل بمقدور الأسد أن يمحو حقبته السوداء التي لطخ بها تاريخ البشرية؟