الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري و"داعش".. مصالح متبادلة

النظام السوري و"داعش".. مصالح متبادلة

13.05.2014
الوطن السعودية


الاثنين 12/5/2014
يشير ارتفاع حدة المعارك خلال اليومين الماضيين بين كتائب المعارضة السورية، وما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في المناطق الشمالية والشرقية من سورية، إلى وجود مصالح مشتركة – إن لم تكن علاقة وثيقة – بين النظام السوري و"داعش".
فأن يمهد النظام ـ بحسب الأنباء الواردة لعناصر "داعش" ـ للسيطرة على المناطق بالقصف الجوي، وأن تتحول المعركة إلى حرب ضد وجود "داعش" في المدن السورية بعد أن كانت ضد وجود النظام، فتتوجه الكتائب المقاتلة لطرد "داعش من الأراضي المحررة من سيطرة النظام، فهذا يعني أن "تنظيم داعش" يخدم النظام بصورة مباشرة بإضعاف خصومه، وأن النظام يستفيد من سيطرة "التنظيم" على المناطق بأكثر من وجه، فالمعارضة سوف تنشغل عن محاربة النظام بما هو أخطر على الناس، وكثير من المواطنين بعد أن عانوا الأمرين من "تنظيم الدولة"، صاروا يرون أن عودة النظام أرحم.
إلى ذلك، ثمة معلومات وتسريبات يتداولها الناس عن صفقات غير معلنة بين النظام السوري و"أمراء تنظيم الدولة"، تظهر نتائجها خلال الأشهر المقبلة، يتم فيها انسحاب "داعش" من بعض المناطق ليعود النظام السوري ويبسط سيطرته عليها من غير قتال. وإن حدث ذلك فلا مجال للشك إذا في وجود علاقة وثيقة بين الطرفين، وهنا تصبح الكرة في ملعب المجتمع الدولي، الذي يعد سيطرة الجماعات المتطرفة خطرا على العالم، بدليل الاجتماع الذي عقد الخميس الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل، بين مسؤولي عدد من الدول الأوروبية مع مسؤولين من الولايات المتحدة وتركيا والمغرب والأردن؛ لمناقشة استمرار وصول المقاتلين الأجانب إلى سورية، الأمر الذي أثار كثيرا من التخوفات لدى تلك الدول.
فإن كان المجتمع الدولي حريصا على التخلص من منابع التطرف والإرهاب في سورية المتمثلة بـ"تنظيم الدولة"، فعليه أولا أن يسارع إلى لجم المتعاونين معه ومن يسهلون أموره من الأنظمة في المنطقة، فالنظام السوري ليس وحده المستفيد من "تنظيم داعش"، والمستفيد أيضا من يساعده أو يتغاضى عن دخول عناصره عبر الحدود إلى الأراضي السورية، وربما هناك من يدعمونه سرا ممن يرسلون مقاتليهم للوقوف إلى جانب النظام، فالمصلحة المشتركة هنا تتفوق على أي شيء آخر.