الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري ولعبة التطهير الطائفي القذرة

النظام السوري ولعبة التطهير الطائفي القذرة

18.09.2016
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 17/9/2016
لقد بات واضحا شكل وطبيعة الأجندة السياسية والفكرية التي يقاتل النظام السوري تحت لوائها، ويمارس عمليات القتل الشامل تحت ظلالها، فالثورة السورية قد كشفت سنواتها الدموية العجاف عن الكثير من الغوامض والألغاز، وفتحت جميع مغاليق التحالفات الإستراتيجية القديمة وفي طليعتها التحالف المصيري بين نظامي دمشق وطهران، وهو تحالف تأسس فعليا عام 1980 حينما وقف نظام البعث اليساري بقيادة حافظ الأسد إلى جانب نظام الخميني في الحرب ضد العراق! على الضد تماما من كل الشعارات القومية التي كان يرفعها حزب السلطة السورية، وبالتضاد تماما من إرادة الشعب السوري وقتذاك! ذلك التحالف أنتج وقتها عمليات إرهاب إقليمية كبرى في الكويت والخليج العربي قامت بها المجاميع الطائفية المعارضة العراقية التي كانت مدعومة من طهران وتمارس نشاطاتها في دمشق تحت رعاية وإدارة وإشراف المخابرات السورية خصوصا جهاز مخابرات القوة الجوية الذي كان يقوده حينذاك اللواء محمد الخولي! ولعبت أحزاب الدعوة وجماعة محمد باقر الحكيم أو تنظيم "العلماء المجاهدون في العراق" دورا مركزيا في ممارسة أفعال إرهابية هزت الشرق الأوسط حينذاك في وقت كان تنظيم حزب الله اللبناني الإرهابي ينمو بجلاء تحت الرعايتين السورية والإيرانية! ليتحول فيما بعد لأهم أسلحة نظامي طهران ودمشق في المنطقة، وكما نرى ونشاهد حاليا جهوده الميدانية في مقاومة الثورة السورية والتي كلفته حتى اليوم آلاف القتلى من الشباب اللبناني! لقد كان نظام حافظ الأسد يرفع الشعارات القومية رياء ونفاقا وخداعا، بينما كان يمارس سياسة طائفية بدأت بشكل حذر وضبابي خوفا من ردود أفعال الشعب السوري خصوصا وأن أحداث الثمانينيات لم تزل حينذاك طرية وفي الذاكرة! ، لقد تدفق على الشام خلال سنوات الحرب العراقية-الإيرانية مليارات استثمارية كبرى من إيران وجماعاتها والتجار الطائفيين المرتبطين بها، وكان النشاط الاقتصادي في ذروته أيام الاحتلال السوري للبنان من خلال "الخط العسكري" وعمليات التهريب التي كانت تقوم بها عناصر المعارضة العراقية والمخابرات السورية وما تمخض عنها من أرباح ونتائج! لقد تدفقت على سوريا عناصر بشرية طائفية مارست التبشير الطائفي خصوصا في مناطق الشمال السوري في حلب وإدلب وقرى تلك المناطق وبدعم من الحوزات الدينية الإيرانية، وبوشرت عمليات تغيير وإحلال طائفي كبرى تمت بصمت وسرية مطلقة ودون أن يعرف العالم عنها شيئا! واستثمارات الحرس الثوري في سوريا معروفة للجميع بطبيعة الحال! وفي غوطة دمشق كانت منطقة السيدة زينب وضواحيها تشهد قفزات استثمارية كبرى، فحتى ثمانينيات القرن الماضي كانت منطقة السيدة زينب فقيرة ومعزولة، ثم تدفقت الأموال الإيرانية والعراقية والخليجية وتوسعت عمليات البناء والاستثمار حتى تحولت تلك المنطقة لجزء مركزي مهم للنشاط المالي والاستثماري لإيران وجماعاتها في المنطقة، وعندما انفجرت الثورة السورية عام 2011 كان واضحا للجميع أن مصالح كبرى في طريقها للانهيار، وأن عمليات التعبئة والاستثمار الإيرانية الكبرى في المنطقة ستصاب بالانهيار التام، وهو ما جعل النظام الإيراني يقف بكل قوته وإمكاناته لمقاومة الثورة عبر جيش النظام العقائدي (الحرس الثوري)، وهو أيضا المستثمر الأكبر في الشام، فخسر الحرس كبار قياداته الميدانية التي خاضت صفحات الحرب ضد العراق! كما انخرطت لمساعدة الجهود الإيرانية كل أدوات إيران الطائفية في المنطقة من اللبنانيين والعراقيين والأفغان والباكستانيين، حتى تحولت الحرب السورية لحرب أممية تشارك بها أمم وشعوب آسيوية عديدة تحت الراية الطائفية البعيدة كل البعد عن تفكير السوريين وعقيدتهم! وقد تجلى واضحا في معركة السيطرة على داريا من خلال إخلائها من المقاتلين ومن سكانها الطبيعة والهوية المذهبية للنظام حينما تم استقبال مئات من العوائل العراقية تحت الصفة الطائفية وإسكانها في حزام دمشق.