الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام السوري يتلاعب بالأسلحة ومجلس الأمن عاجز

النظام السوري يتلاعب بالأسلحة ومجلس الأمن عاجز

22.04.2014
الوطن السعودية


الاثنين 21/4/2014
أن تعلن رئيسة البعثة الدولية المشرفة على تدمير أسلحة النظام السوري الكيميائية "سيجريد كاج" أول من أمس عن تدمير حوالي ثمانين في المئة من المواد التي أعلنها النظام، فذلك لم يكن كافيا لمنع استخدم النظام لأسلحة مقاربة خلال الفترة ذاتها التي يقوم خلالها بتسليم مخزونه من الأسلحة الكيميائية.
وإن كانت رئيسة البعثة تتوقع أن النظام سوف يسلم جميع المواد الكيميائية المعلنة في 27 من أبريل الجاري، فالتساؤلات التي تطرح كثيرة عن وضع المواد التي لم يعلن عنها النظام ولا يعرف أحد مكانها، وعن الأسلحة الغازية الأخرى القاتلة والقنابل العنقودية التي استخدمها النظام السوري خلال الفترة القريبة الماضية، وعن غيرها من الأسلحة النوعية التي تتحدث تقارير إخبارية أن النظام يعمل على نقلها من "القلمون" إلى الداخل اللبناني في مناطق يسيطر عليها حزب الله.
هل كل ذلك خارج إطار الاتفاق الروسي الأميركي على عدم تأديب نظام بشار الأسد بضربة عسكرية والاكتفاء بسحب أسلحته الكيميائية بعد استخدامه لغاز السارين لقتل البشر في أغسطس الماضي؟ وهل المجتمع الدولي صمت بعد هذا الاتفاق الذي اعتبره السوريون تخاذلا دوليا وموافقة غير معلنة للنظام كي يتابع عمليات القتل والتدمير، وكأن الأسلحة كلها مسموحة عدا الأسلحة الكيميائية؟
إذا كان مجلس الأمن رهينة بيد روسيا، وأي قرار يعاقب أو يردع النظام السوري أو يحّول رموزه إلى محكمة الجنايات الدولية، أو يضعه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.. وغير ذلك أمور لا بد من موافقة مجلس الأمن عليه، ومجلس الأمن لا يستطيع فعل ذلك، فمن إذاً بمقدوره أن يحمي الشعب من نظامٍ قاتلٍ يستمر في طغيانه متمتعاً بحماية غير مباشرة من مجلس الأمن الذي تُعطل روسيا ب"الفيتو" أي قرار من شأنه أن يشير إلى إدانة النظام ويحمل بعض الإيجابية بالنسبة للشعب السوري، وكلما فعلت ذلك تمادى النظام أكثر في أفعاله.
والأيام الأخيرة أثبتت تماديه أكثر مستخدما أسلحة لم تعتبرها الولايات المتحدة خطا أحمر، وتخرج عن نطاق الاتفاق بخصوص توقفه عن استخدام الأسلحة الكيميائية وتسليمها، فعاود استخدام الغازات السامة والبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والصواريخ المدمرة. وفيما المئات والآلاف يقتلون ببشاعة، مازال مجلس الأمن مقيدا، والمجتمع الدولي يتفرج عاجزا عن فعل شيء.