الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النظام ذاهب لمفاوضة الدول لا المعارضة جنيف - 2 ليس أكثر من هدنة غامضة

النظام ذاهب لمفاوضة الدول لا المعارضة جنيف - 2 ليس أكثر من هدنة غامضة

21.01.2014
روزانا بومنصف


النهار
الاثنين 20/1/2014
يتوجه النظام السوري الى المفاوضات مع المعارضة السورية التي تبدأ في مدينة مونترو في سويسرا يوم الاربعاء المقبل قبل ان تستكمل في جنيف تحت عنوان ما يعرف بمؤتمر جنيف 2 بكل فريق الديبلوماسيين لديه في الداخل او في الخارج في حملة لا تعتقد مصادر سياسية انها تهدف لمقارعة وفد المعارضة السورية وحدها باعتبار ان المفاوضات ستحصل لاحقا بين الجانبين السوريين بواسطة الموفد الأممي الى سوريا الاخضر الابرهيمي. بل هو وفد يهدف الى اكبر علاقات عامة ممكنة في فرصة فريدة للنظام لاحتمال لقاء او افتعال لقاء حرم منه خلال الاعوام الثلاثة الماضية من عمر الازمة السورية وذلك من أجل محاولة تأهيل نفسه امام الدول الغربية والاقليمية وتقديم العروض حيثما يستطيع من اجل تعويم صورته مجدداً كسلطة ونظام حكم يتلاقى مع الغرب وفق ما يسعى الى الترويج لذلك منذ اليوم الاول للثورة ضده انه في موقع واحد مع الغرب وهو محاربة الارهاب. فالوفد الجرار من الديبلوماسيين السوريين المقتدرين وحاملي كلمة السر دفاعا عن النظام والذي فاوض غالبيته الاسرائيليين في وقت من الاوقات من دون نتيجة تذكر خلال مفاوضات السلام بين السوريين والاسرائيليين اكان ذلك تقطيعاً للوقت او جدياً من اجل توقيع اتفاق سلام مع اسرائيل، يتطلع على الارجح الى التفاوض مع من يعتبرهم من يقود معارضة لانه لا يقيم وزناً لهذه الاخيرة ويعتبرها خاضعة لأسيادها في الخارج وفق ما يدأب الرئيس السوري على التكرار ما لم يكن مستعدا للاقرار ولو في شكل غير مباشر انه امام ند يستعد لمقارعته بالحجة وانه امام ثورة تحمل قضية وليس امام تنظيمات ارهابية كما يقول . ولذلك لن يجد هذا الوفد صعوبة في الاستشراس في وجه المعارضة الجديدة في مراس المفاوضات على اي مستوى كان على رغم التدريبات التي تلقتها المعارضة حول فن التفاوض وسبله خلال الاشهر الاخيرة، خصوصاً متى عطف ذلك على دعم روسي مباشر وايراني غير مباشر للنظام حتى الآن في المؤتمر. وقد توجه وزير الخارجية الاميركية جون كيري يوم الخميس الماضي وقبل اسبوع على انعقاد مؤتمر جنيف 2 برسالة واضحة تحاول ان تستبق الجهود التي سيوظفها النظام على هذا الصعيد وكأنما هو على ثقة بان النظام سيقدم عروضاً وصفقات جديدة لاعادة شراء قبول الغرب لبقائه او ان هناك عروضاً مقدمة فعلاً عبر اطراف ثالثين على الارجح، فقال كيري "ان العالم لن يسمح لنظام بشار الاسد بخداعه في مؤتمر جنيف 2" مؤكداً ان الهدف من هذا المؤتمر هو وضع الاسس للانتقال السياسي في سوريا". وسعى وزير الخارجية الاميركي في الوقت نفسه الى طمأنة المعارضة (والبعض يقول الدول الاقليمية ايضا) وتقديم ضمانات لها من اجل تشجيعها على التصويت على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 باعلانه ان لا مكان للرئيس السوري في مستقبل سوريا مؤكداً ان هناك توافقاً اميركياً روسياً على ضرورة الذهاب الى مرحلة انتقالية في سوريا علما ان هذه النقطة بدت مناقضة وغريبة في الوقت نفسه. اذ بدت مناقضة مع تنسيق ثلاثي روسي ايراني وسوري عشية الذهاب الى مؤتمر جنيف 2 والانباء عن استمرار ضخ روسيا النظام بالاسلحة وطائرات من دون طيار. وبدت غريبة مع معلومات ديبلوماسية اوروبية لا تجاري الاميركيين او ما يقوله كيري التفاؤل في شأن الموقف الروسي ما لم يكن الروس والاميركيون على الموجة نفسها كما في موضوع الكيميائي السوري اي من دون الاوروبيين.
في اي حال فان واقع الامور بالنسبة الى المصادر السياسية المعنية ان الاداء كما المواقف الروسية من النظام وصولاً الى مده بالأسلحة قبيل الذهاب الى مؤتمر يفترض ان يقر مرحلة انتقالية، قد يعني ان الروس وان كانوا يتفقون مع الغرب والاميركيين خصوصاً على الذهاب الى حل سياسي في سوريا، فان توصيف هذا الحل يبقى في العنوان دون المضمون. وهذا ينسحب على ايران غير المشاركة في مؤتمر جنيف 2 والتي اعتبرت انها لا تشارك فيه بشروط معتبرة ان تحديد الأمين العام للأمم المتحدة العمل على تطبيق بيان جنيف واحد اي التوافق على مرحلة انتقالية في سوريا شرطا لا توافق عليه على رغم ان ايران تقول بالحل السياسي في سوريا وليس بالحل العسكري. الا ان مفهومها لهذا الامر لا يختلف عن مفهوم النظام الذي ينوي البقاء في السلطة مع تعديلات يدخلها على السلطة التنفيذية لا تختلف في الجوهر والشكل عما سبق ان قدمه وفشل في تسويقه خلال تنازلات شكلية قدمها خلال ثلاثة اعوام من الازمة على اساس انه يقدم تنازلات للمعارضة. ومع عدم مشاركة ايران وتسريب النظام علنا مباشرة وغير مباشرة انه لن يذهب الى مؤتمر جنيف 2 من اجل التسليم بسلطة انتقالية تتولى الاشراف على الامن والجيش يبقى الهامش كبيرا امام روسيا للتذرع بسببين رئيسيين من اجل عدم الضغط على نحو كاف من اجل الذهاب الى مرحلة انتقالية بالمواصفات التي حددها بيان جنيف 1 او تدعمه الدول الغربية. اذ ان الامر بكل بساطة سيبنى على ان أحد أبرز الفاعلين الاقليميين في سوريا وهي ايران غير موجودة من اجل دعم الحل السياسي والمشاركة في صياغته، مما يرجح من الآن احتمالات هدنة متفاوتة المواصفات والنتائج ليس الا مع افق مفتوح على جنيف 3.