اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ النظرات المستجدّة .. في مواجهة الحكومات المستبدّة
النظرات المستجدّة .. في مواجهة الحكومات المستبدّة
27.02.2018
عبدالله عيسى السلامة
(نصائح للمعارض الديموقراطي ، في مواجهة نصائح ميكيافيللي ، للأمير المستبدّ )
1) اقرأ كتاب (الأمير) بعمق وإمعان ، لتعرف كيف ينصح حاكمه المستبدّ ، وكيف يعمل حاكمه بنصائحه.
2) قارن بين ماكتبه ميكيافيللي ، في كتاب الأمير ، وبين سلوكات الحكّام الحاليين المستبدين ، لتكتشف أنه أنبل ، بكثير، من سائر الحكّام الذين تتلمذوا على أفكاره ! وأن نصيحته الأساسية ، التي تقوم عليها فلسفته كلها ، هي محافظة الحاكم على كرسيّه ، بشتى السبل النبيلة ، أولاً ، والقذرة في حال الاضطرار ..! بينما أكثر تلاميذه ، لايسلكون ، مع شعوبهم ، سوى السبل القذرة ، في التعامل ! لأنها هي الأساس ، في نظرهم ! بينما السبل النبيلة ، أمور ثانوية ، في نظرهم ! بل ربّما عدّها بعضهم ، نوعاً من الترف الممجوج ! وربما عدّها بعضهم شذوذاً ..!
3) احرص على أن تكون أنبل من ميكيافيللي ، ومن أميره ، ومن تلاميذه ، جميعاً ! لأن رسالتك ، أكرم من رسالة ميكيافيللي وأميره .. فرسالتك هي تحرير الناس من الاستبداد ، بينما رسالة ميكيافيللي وأميره ، هي المحافظة على الحكم المستبدّ ، الذي يغتصب من الناس حقّهم ، في حكم أنفسهم بأنفسهم !
4) احرص على ألاّ يلوّث سجلّك ، في مقاومة الاستبداد ، بنقطة دم واحدة ، مااستطعت.. فالاحتكام إلى حوار العقول والقلوب ، أجدى من الاحتكام إلى محاورة السيوف بالسيوف ! وربّما كان طريق الحوار العقلي القلبي ، أطولَ، لكنه أجدى، وأنفع، وأبعد مدى ، وأعمق تأثيراً .. من محاورة السيوف بالسيوف..!
5) حاور العقلاء جميعاً ، إذا استطعت .. من أنصارك ، والمحايدين ، وحتى من أعدائك وخصومك ! واحذر أن تضيع وقتك وجهدك ، في محاورة الأغبياء ، والحمقى ، والإمّعات ، الذي يأخذون أوامرهم ، وقراراتهم ، وأفكارهم .. من عقول غيرهم ..!
6) لاتبخل على الحاكم المستبدّ بنصحك .. واحرص على أن تنصح العقلاء ، المحيطين به ، كلاً منهم ، من خلال ماتعلم ، أن تفكيره منشغل به ، من قضايا (فكرية ، مصلحية ، إنسانية ، سياسية ، اجتماعية ، خلقية ..). فربّما وجدتَ فيهم رجالاً ونساء ، يحبّون شعوبهم وأوطانهم ، أكثر من حبّهم للحاكم المستبدّ ! وأن سَيرهم مع المستبدّ ، إنما هو بدافع الحرص ، على تقديم نفع للشعب والوطن ، أو دفع أذى عن الشعب والوطن !
7) اعلم أن الحاكم لايحكم بنفسه ، بل بمَن تحت إمرته .. وهؤلاء يَحكمون بمَن تحت إمرتهم وهكذا ..! فعليك اختراق السلسلة ، من كل نقطة تستطيع النفاذ منها ، ولاسيّما النقاط الأعلى ، القريبة من الحاكم ، بمن في ذلك رجاله الأدنَون ، ورجال أسرته ..!
8) كل نقطة قوّة تكسبها ، تساعدك على اكتساب نقطة أخرى . فاحرص على الكسب التراكمي للنقاط ، ولا تبدأ في كل مرّة من الصفر!
9) اعرف حاكمك الذي تواجهه ، جيداً : اعرف أخلاقه وطباعه ، ومصادر ثقاقته ، والعناصر التي يستشيرها ، ويركن إلى استشارتها ، من رجاله ، ومن غيرهم .. واحرص على معرفة عناصر القوّة والضعف لديه : ( البدنية ، والنفسية ، والفكرية، والثقافية ، والأسرية .. ومن باب أولى عناصر القوّة والضعف ، في تركيبة حكمه، العسكرية ، والسياسية ، والأمنية ، والاقتصادية ، والاجتماعية..!) فهذا هو حقل عملك ، الذي تصدّيت للعمل فيه ، وبذل الوقت والجهد ، والنفس أحياناً ! فلا تخْط خطوة ، لاتعرف تأثيرها في الحاكم ونظامه ـ بما فيه من رجال ومؤسّسات ـ وجدواها ، بالنسبة لهدفك الذي تسعى إليه ..!
10) اعلم أن المكر نوعان : حسن وسيّء ! فابتعد عن المكر السيء ، قدر استطاعتك ، واحرص على المكر الحسن ، الذي يساعدك في تحقيق هدفك الحسن !
11) لاتجعل إيذاء خصمك هدفاً لك ، قائماً بذاته ، سواء أكان الإيذاء مادياً ، أم معنوياً. واحرص على تحقيق هدفك الأصلي ، الذي هو تحرير شعبك من العبودية . فإذا كان خصمك ، يرى في مجرّد سعيك لتحرير شعبك ، إيذاء له ، فهو المسؤول عن إيذاء نفسه !
12) اعلم أن لكل بناء أسساً وركائز، يقوم عليها ، بما في ذلك بنيان الحكم المستبدّ! فاحرص على معرفة الأسس والمرتكزات ، التي يقوم عليها بنيان حاكمك المستبدّ ، واحصر همّك في تدمير هذه الأسس والمرتكزات ( بشرية كانت ، أم مادية ، أم معنوية .. سياسية كانت ، أم عسكرية ، أم أمنية ، أم حزبية ..!) ولا تضع وقتك في تحطيم الديكورات ، والعناصر الشكلية والتزيينية ( بشرية كانت ، أم مادية !).
13) كن موضوعياً منصفاً ، حتى في حديثك عن سلبيات خصمك وإيحابياته ! فلا تصخّم السلبيات ، وتنكر الإيجابيات ، أو تقلل من حجمها الحقيقي! فإن أبناء شعبك ، الذين فقدوا الإنصاف ، لدى حاكمهم المستبدّ ، يحبّون أن يروا هذا الانصاف ، لدى الجهة التي تعارضه ، وتسعى إلى حكمهم بدلاً منه ! فإذا وظّف الحاكم ، إشارتك إلى إيجابياته ، في صفوف العامّة ، ليكسب تأييدها .. فإن العقلاء من أبناء شعبك ، يرون في هذا شهادة حسن سلوك لك ، أكثر ممّا يرونه شهادة حسن سلوك للحاكم ! فمجرّد استبداده بالحكم ، هوسلبية قاتلة ، لديه ، لاتمحوها الإيجابيات الصغيرة ، التي تظهر في مواقفه وسلوكاته !
14) تخفّف ، مااستطعت ، من التفصيلات الجزئية ، التي تثـقل حركتك باتجاه هدفك، وركّز جهودك على كل ماهو أساسي ، وكبير القيمة والتأثير، في مجال عملك !
15) كرماء الناس يتنافسون في الأخلاق الحميدة ، فلا تدع خصمك يجرّك إلى مستوى متدنّ ، من الكذب والغشّ والنفاق ، لتجاريه في سلوكه ، فتخسر ثقة الناس بك ، ويربح على أكتافك ، بقاءه في كرسي الحكم ! لأن الناس لايحبّون إجهاد أنفسهم في إسقاط حاكم فاسد ، ليجلبوا بدلاً منه ، فاسداً غيره ، حتى لوكان أقلّ منه فساداً !
16) لاتسقِطْ أخلاقك بحجّة العمل العامّ ؛ فسقوط الأخلاق الشخصية ، يسقطك بغير كسب سياسي ! أمّا الأخلاق السياسية ، فيغنيك عن إسقاطها ، التزامك بقواعد المكر الحسن..! فإذا سقطتَ خلقياً ، وأنت في المعارضة ، ظللت في نظر الناس ساقطاً، سواء أحقّـقتَ هدفك في إسقاط الحاكم المستبدّ ، أم لا! واعلم أنه ليس في الدنيا كلها، ثمن يعدل سقوط الأخلاق ، حتى لوكان هذا الثمن هو المدينة الفاضلة ، التي حلم بها بعض فلاسفة العصور!
17) إذا كانت سلبيات موظفي الدولة ، تُحسب على الحاكم ، وتسجّل في سجلّه، وتؤدّي إلى تشويه صورته ، في نظر الناس ! فاعلمْ أن سلبيّات الأفراد ، في المعارضة ، تُحسب على المعارضة جميعاً ، سواء أصدرت السلبيات من قائد ، أم من فرد عادي ! وسلبيات القائد أشدّ فتكاً وتأثيراً ، في سمعة المعارضة ، من سلبيات أيّ فرد آخر، من الخاضعين لقيادته !
18) معركتك السلمية ، في المعارضة ، مع حاكمك المستبدّ ، معركة فكر، وذكاء، وإبداع ، وابتكار مستمر متجدّد ، للبدائل الممكنة والمجدية ، ضمن ظروف متغيّرة ، وعلاقات متشابكة ، في القوى والمصالح ، الداخلية والخارجية.. فاحرصْ على معرفة القوى الداخلة في معركتك ، داخلياً وخارجياً ، ومعرفة أحجامها وتأثيراتها ، والمصالح التي تريد تحقيقها .. لتتمكّن من تحديد ساحة معركتك ، ولتعرف كيف تحسب معادلاتك السياسية ، ضمن هذه الشبكة من العلاقات ، ولتستطيع توظيف بعض القوى ، أو تحييدها ، عن طريق تحقيق مصالحها ، التي لا تتناقض مع مصالح بلادك ، القريبة والبعيدة ! فصراع اليوم ، لم يعد صراع مدن مغلقة ، أو دول تحيط بها أسوار حديدية ! بل هو مفتوح على العالم كله..! وربّما كانت دولة بعيدة ، لها مصالح وتأثيرات ، في ساحة صراعك مع حاكمك ، أقوى من أيّة قوة داخل دولتك ، أوفي الإقليم الذي تنتمي إليه دولتك ..! وبناء على ماتقدّم كله ، أنت ملزم ، بحكم الهدف الذي ندبتَ نفسك لتحقيقه ، بأن تقوّي نفسك ، بأقوى الخبرات والمعارف ، السياسية والقانونية والأمنية ..!
19) أنت وخصمك الحاكم ، الذي تسعى إلى إسقاطه ، طرفان في معادلة قوى واحدة : كل نقطة قوّة لديك ، تجعله أضعف ، وكل نقطة ضعف لديك ، تجعله أقوى! والعكس بالعكس .. فإن نقاط قوّته وضعفه ، تنعكس عليك قوّة وضعفاً ! فاحرص على الإكثار من نقاط قوّتك ، والتقليل من نقاط ضعفك . واحرص على أن تجرّ خصمك ، إلى مواقف تكثر فيها أخطاؤه ، التي لاينعكس أذاها على الآخرين ! وعلى أن يفقد أكبر قدر من نقاط قوّته ، لتتمكّن من التغلّب عليه ، في النقاط ، وفي تراكم القوّة لديك ، وتراكم الضعف لديه ، إذا لم تتمكّن من التغلّب عليه بالضربة القاضية.
20) الاعتذار عن الخطأ ، ليس مجرّد فضيلة ، فحسب ! إنه مظهر حقيقي ، من مظاهر الشجاعة الأدبية ، والثقة بالنفس! وهو مطهِّر من الخطأ ، الذي يقع فيه المرء، في داخل نفس صاحبه ، إذا كان صادقاً بينه وبين نفسه ، ومطهِّر أمام الآخرين ، الذين رأوا الخطأ ، ونظروا إلى صاحبه نظرة سلبية . أمّا المكابرة ، وإنكار الخطأ، ومحاولة التخلص منه ، أو من تبعاته ، بحذلقات كلامية .. واتّهامُ الآخرين ، بأن لديهم أخطاء مثل خطئه ، وأكبر منه .. أمّا هذا كله ، فلا يزيد صاحبه ، في نظر الناس ، إلاّ سقوطاً ، وما يزيدهم إلاّ نفوراً منه ، وضعف ثقة ..! فاحرصْ على الاعتذار، كلّما بدر منك خطأ يعلم به الناس ..! وإذا كان الخطأ المنشور مبالغاً به، أو فيه مغالطات .. فاحرص على تبيان مافيه ، للناس ، بشجاعة وصدق ! فهذا ممّا يرفعك عندهم . وإذا كنت قائداً ، فادفع مرؤوسك المخطئ ، إلى الاعتذار العلني ، إذا كان خطؤه سيؤثر سلباً ، على عملك السياسي ، في كسب ثقة شعبك ! أو اعتذرْ أنت عنه ..! فالناس يحبّون أن يروا الإنسان الصادق معهم ، لاسيّما إذا كان يطلب منهم التعاون معه ، لتحريرهم من الاستبداد!