الرئيسة \  واحة اللقاء  \  النوم مع الدب الروسي

النوم مع الدب الروسي

14.05.2013
رشيد حسن

الدستور
الثلاثاء 14/5/2013
ثلاثة أسباب رئيسة أدت الى تسليم واشنطن بوجهة النظر الروسية لحل الازمة السورية والتي تتمحور حول عنوان واحد “الحل السلمي واستبعاد التدخل العسكري”.
أول هذه الأسباب التي ادت الى أدت الى نوم واشنطن في حضن الدب الروسي.. هو ما أشار اليه جوبايدن نائب الرئيس الاميركي “بأن الادارة الحالية ليست على استعداد لاعادة ارتكاب الاخطاء التي ارتكبتها ادارة بوش الابن، حينما ادعت وجود اسلحة دمار شامل في العراق كغطاء للتدخل”.. وقيام توني بلير رئيس وزراء بريطانيا حينها بترويج هذه الادعاءات، وهو ما أسفر في النهاية عن غزو اميركا وحلفائها للعراق، واشعال فتيل المقاومة العراقية، والتي استطاعت تكبيد اميركا وحلفائها خسائر فادحة في الرجال والاقتصاد، وكانت السبب الرئيس لرحيل الاحتلال، والسبب الرئيس في حدوث الكارثة المالية التي ضربت “وول ستريت”، ووصلت تداعياتها الى كافة دول العالم.
ومن هنا كرر الرئيس اوباما أكثر من مرة، بانه بانتظار الوقائع والحقائق التي تثبت تورط النظام السوري في استعمال الاسلحة الكيماوية، لتغير واشنطن من موقفها، وتزامن ذلك أيضا مع تصريحات نسبت لمراقبين دوليين تشير الى استعمال المعارضة لغاز “السارين” في منطقة حلب، وهو ما نفاه الجيش الحر..!.
الثاني: هو تعاظم وجود “القاعدة” وانصارها في سوريا، وخطورة هذا التواجد على الاقطار المجاورة، وعلى المصالح الاميركية في المنطقة في حالة سقوط النظام السوري، وانتشار الفوضى في المنطقة.
وفي تقديرنا فان هذا العامل هو السبب الرئيس الذي ادى الى تطابق وجهتي النظر الروسية- الاميركية، فكلا الدولتين يعتبر “القاعدة” عدوا رئيسا له ومصدرا للارهاب في العالم، حاربها ويحاربها الروس في الشيشان وغيرها، وتحاربها اميركا في كل مكان تتواجد فيه تحت الشمس، بعد أن دمرت برجي مانهاتن بنيويورك، وقتلت أكثر من “3000” اميركي في عملية ارهابية لم تشهد اميركا ولا العالم مثلها.
وبالتالي فلا بد من التصدي لهذا الخطر قبل ان يستفحل ويستعصي اقتلاعه من الساحة السورية.
الثالث: اما العامل الثالث الذي أملى هذا الاتفاق، فهو صمود النظام السوري والانتصارات الجزئية التي حققها الجيش مؤخرا في ريف دمشق ودرعا وحمص، ما يعني انتقاله من مرحلة الدفاع الى الهجوم.. وهذا يدل ويؤكد صلابة موقف حلفاء النظام، وتزويده بكل ما يحتاجه من اسلحة وعتاد ونعني روسيا وايران.
وفي المقابل لم تستطع المعارضة ان توحد مواقفها، وبقيت غير موحدة تتجاذبها الولاءات للدول التي تمولها وتسلحها، ما اسهم في النهاية في عدم تحقيق انتصار عسكري حاسم.
باختصار.. ويبقى السؤال الهام، أو الأهم هل سيؤدى الاتفاق، أو بالاحرى التفاهم الروسي –الاميركي الى حل الازمة سلميا، وانقاذ القطر الشقيق من الكارثة التي تحيق به؟؟ نجزم ان المسألة معقدة لكثرة عدد “الطباخين”، ولكنها في النهاية تتوقف على قناعة الطرفين، وخاصة واشنطن، فهي صاحبة الكلمة الفصل.. وسوى ذلك تفاصيل..!!.