الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الهجوم رسالة مدوية ل "محور الشر"

الهجوم رسالة مدوية ل "محور الشر"

10.12.2014
ايلي (تشايني) مروم



القدس العربي
معاريف الاسبوع 8/12/2014
الثلاثاء 9-12-2014
الهجوم في سوريا امس، والمنسوب لاسرائيل حسب مصادر أجنبية، هو الثامن في السنوات الاخيرة. فقد عادت دولة اسرائيل واعلنت بانها لن تسمح بنقل سلاح نوعي من سوريا الى حزب الله.
وفي قائمة السلاح تندرج صواريخ مضادة للطائرات، صواريخ أرض  أرض دقيقة وصواريخ "ياخنت" ضد اهداف بحرية. فمن شأن السلاح من هذا النوع في ايدي حزب الله ان يشكل صعوبة هامة على قدرة اسرائيل على العمل ضده في المستقبل. ولهذا فقد قررت اسرائيل ان توضح بان نقل سلاح من هذا النوع هو تجاوز لخط احمر.
يتطلب الهجوم أمس أولا وقبل كل شيء معلومات استخبارية دقيقة، قدرة تخطيط فائقة وقدرة تنفيذ على المستوى الاعلى. وفوق كل شيء مطلوبة قدرة لاتخاذ قرارات محسوبة وحساسة، تأخذ بالحسبان عموم المخاطر والاحتمالات وفي نهايتها تصادق على هجوم دقيق وانتقائي على الهدف المختار.
أما التطورات الاخيرة في الساحة السياسية وتقدم موعد الانتخابات للكنيست تعطي دوما الاحساس بان اسرائيل توجد في وضع حساس ويحتمل أن تكون منظومة اتخاذ القرارات فيها مصابة بالنقيصة ولا يمكنها أن تتخذ قرارات ذات مغزى.
اما الهجوم، اذا ما نفذته اسرائيل بالفعل، فيثبت مرة اخرى بان قيادة الدولة تواصل العمل بمسؤولية وبتصميم حتى في اثناء الازمة السياسية وأن منظومة اتخاذ القرارات تواصل العمل لضمان أمن اسرائيل.
ينقل الهجوم رسالة واضحة لقادة النظام السوري ولحزب الله وبشكل غير مباشر للنظام في إيران: رغم الازمة السياسية، يبقى جهاز الامن متحفزا ويقظا ويواصل أداء مهامه دون أي قيود.
ومن الجهة الاخرى، فان محاولات التهريب المتكررة، رغم انه هوجمت لعدد كبير من المرات في الماضي، تثبت تصميم كبار رجالات الحرس الثوري في إيران وحزب الله على تهريب السلاح النووي، ليكون جاهزا للهجوم على مواطني اسرائيل وقوات الجيش الاسرائيلي في المواجهة التالية.
ان صمود اسرائيل في وجه محاولات التهريب المتكررة لعناصر محور الشر إيران  سوريا  حزب الله، والتصميم الاسرائيلي لمنع تهريب السلاح النوعي، هما من العواميد الفقرية لقدرة الردع الاسرائيلية. ويعزز الهجوم على الاراضي السورية، المنسوب لاسرائيل، بشكل واضح قدرة الردع لدى دولة اسرائيل ويمنع عن حزب الله تحقيق انجاز في المواجهة التالية، اذا ما وعندما تقع.
اما خطر الرد السوري أو من حزب الله فيدرس دوما في ضوء الحاجة لمنع تهريب من هذا النوع. وفي نهاية المطاف يتخذ قرار القيادة السياسية، مسنود بتوصية من القيادة العسكرية.
في هذا الوقت، الذي يغرق فيه نظام الاسد حتى الرقبة في صراع البقاء وقوات حزب الله غارقة هي ايضا عميقا في الوحل السوري، اذا ما هاجمت اسرائيل حقا، فمن الصحيح أخذ المخاطرة من أجل منع عبور مثل هذا السلاح الى أيدي اعدائنا.
٭ لواء احتياط وقائد سلاح البحرية الاسبق