الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الهدنة السورية و"رسالة" الضربة الأميركية لجيش النظام

الهدنة السورية و"رسالة" الضربة الأميركية لجيش النظام

25.09.2016
ثريا شاهين


المستقبل
السبت 24/9/2016
لاحظت مصادر ديبلوماسية أوروبية، انه على الرغم من الهدنة التي تم التوصل اليها بين الأميركيين والروس حول الوضع السوري، فإن المشاكل الموجودة أساساً لا تزال قائمة. الاتفاق سرّي ولم يسرّب، لكن كل المؤشرات تقول ان نقاطاً تفصيلية لا تزال عالقة بين الطرفين، والتوتر الروسي مستمر بعد الضربة الأميركية للجنود التابعين للنظام السوري.
هناك خوف روسي من ان تكون الضربة الأميركية رسالة غير مباشرة، مفادها انه اذا استمر النظام بالضربات الجوية فإن الأميركيين قادرون على القيام بمثلها.
الروسي متوترون وردّة فعلهم مؤشر إلى انه صعب أن تكون غلطة. والأميركيون لن يغيّروا موقفهم من الضربة على انها خطأ. حتى لو كانت غير خطأ سيصرّون على هذا التفسير. انما التطورات ستظهر الحقائق في هذا المجال.
بعد الهدنة، حصل سجال بين الطرفين الأميركي والروسي، وهما اللذان كانا يتفاوضان منذ تموز الماضي حول هذه الهدنة. موسكو تقول ان الولايات المتحدة لا تفصل المعارضة المعتدلة عن "النصرة". والروس يهددون بأنه ذا لم تفك المعارضة ارتباطها بالنصرة سيتم قصفها. وليس هناك من اتفاق على من هي المعارضة الارهابية ومن ليست كذلك. وليس هناك من موعد محدد للعودة الى التفاوض. يجب فك الحصار للعودة اليه، وهذا أبرز شرط من شروط المعارضة، بحسب المصادر. المعارضة تنتظر دخول المساعدات الى المناطق، حيث أن النظام يمنع ذلك. هناك عراقيل في ايصالها، وقد ضرب النظام القوافل الانسانية.
والعرقلة الأخرى، هي في أن التنسيق الأميركي الروسي العسكري حول مواقع الضربات الجوية، يحتاج الى أن تصمد الهدنة أسبوعاً. وهو الأمر الذي لا تزال تشوبه محاذير.
وهناك عراقيل متصلة بالخلافات داخل الجانب الأميركي في وجهات النظر حول التنسيق العسكري مع الروس. بحيث ان الجيش الاميركي لا يريد هذا التنسيق لانه يعتبر ان لتنسيق يكشف المعلومات الاميركية وطريقة التعامل مع المخاطر.
الآن تدنى مستوى العنف، وفقاً للمصادر. هو امر جيد، لكن الوضع السوري بعيد عن ان تؤدي المفاوضات الى شيء، او اذا انعقدت فقد تنعقد لمرة ولا نتيجة منها. الروس يقولون اذا المعارضة قصفت فستقصف، لكن لماذا اذا استمر النظام القصف فلا يعاقب؟ روسيا لا تزال داعمة للنظام، وفي هذا المجال ليس هناك من خلاف مع ايران التي لو استطاعت الانتصار لما كانت روسيا لتتدخل.
ايران حالياً لا يعجبها ما يقوم بها الروس بشكل عام. مع انه عندما يوقف الروس قصفهم الجوي تعود المعارضة الى الربح. وهذا بات اكيداً. ايران قد تعمد الى الالتفاف على الاتفاق.
منذ فترة علت اصوات داخل الادارة الاميركية وفي وزارة الخارجية، حول ضرورة ان تتم ضغوط على النظام لكي يوافق على التفاوض الجدي. وانه من خلال الوجود الروسي فيسوريا، فان النظام مرتاح، فلماذا يفاوض ويقدم تنازلات؟ وهذا كان محور المذكرة التي رفعها ديبلوماسيون اميركيون الى وزير الخارجية جون كيري. وهم يعنون بها، ان الادارة يجب ان تقوم بشيء للضغط على النظام، ليكون التفاوض مربحاً ويوصل الى نتيجة. رئيس النظام بشار الاسد قال بعد الهدنة وفي داريا، انه ينوي استعادة كل شبر من سوريا. في الوقت الذي تقول الهدنة بأن كل طرف يبقى في مكانه ويتم فقط ضرب الارهاب.
الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يريد، وفقاً للمصادر، القيام بشيء. لكنه حالياً يطلب من الروس ان يضغطوا على النظام.
النظام حالياً له دور في التفاوض، وليس من طرف يقول ان لا دور له في المرحلة الانتقالية. لكنه لا يزال يصر على مطالبه بحكومة وحدة وطنية. وهناك خوف من ان يطعمها بشخصيتين او ثلاث فقط من المعارضة يطوعهم، ويضع الآخرين من المعارضة في السجن. في وقت لا تزال الاجهزة الامنية موجودة. وطالما الروس وراءه لن يقبل بغير ذلك. وهنا تبرز العراقيل لمرحة ما بعد الهدنة هذا اذا ارسيت الهدنة طويلاً.
هناك نظرية تقول بأنه جرى الاتفاق على الهدنة ليس لتمرير الانتخابات الاميركية تمهيداً لتسلم الادارة الجديدة ملفات المنطقة، انما فقط لتمرير اعمال افتتاح الدورة 71 للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. بحيث تسمى اعمال الافتتاح بـ"الاسبوع الوزاري" حيث تنشط الدول وكل فريق في ان يقوم بضغوط معينة للحلحلة ومن ابرزها الضغوط لإيجاد حل للازمة السورية. فتخف هذه الضغوط من جراء وجود الهدنة وتمضي الدول الكبرى في سياساتها.