الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الهدنة في سوريا خلال رمضان وضرورتها

الهدنة في سوريا خلال رمضان وضرورتها

10.07.2013
الوطن القطرية


الوطن القطرية
الاربعاء 10/7/2013
من المشكوك فيه أن يمتثل النظام السوري للدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هدنة في سوريا خلال شهر رمضان المبارك.
فعلى الرغم من أن الرئيس الجديد للائتلاف السوري المعارض، أحمد الجربا، قد رحب بهذه الدعوة، إلا أن النظام السوري واصل جرائمه في حمص رغم الوضع الإنساني بالغ السوء في هذه المدينة ويلوذ بصمت ليوفر لقواته غطاء، وليستأنف الهجمات الدموية التي لا تميز بين مقاتلين ونساء وأطفال محاصرين داخل هذه المدينة.
أليس لافتا أن تأتي هذه الدعوة من الأمين العام للمنظمة الدولية ليذكّر النظام السوري بواجب ديني تجاهله، وضرورات تناساها، بينما كان يتعين على النظام أن يستوفي التزاماته تجاه شعبه الذي طالت معاناته.
إن احترام الواجب الديني في رمضان يفترض ألا تكون له علاقة بالوضع العسكري على الأرض، على الأقل ليقنع هذا النظام العالم بأنه يحترم ما يقطع به الدين الإسلامي الحنيف في هذا الشهر الفضيل، ولكن النظام مصّر على التملص من أي واجب ديني، لقناعته بأن غاية احتكار حكم الشعب السوري بالحديد والنار تبرر الوسيلة، حتى لو كانت هذه الوسيلة دموية، ومفرطة في القوة الغاشمة المستخدمة فيها.
من ذلك فإننا ندعو الدول التي تؤيد النظام السوري إلى أن تمارس ضغطا عليه، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في حمص، واحترام هذا الواجب الديني على الأقل لشهر واحد، هو شهر رمضان المبارك.
فليس من العدل ولا الحكمة أن يترك الحبل على الغارب للنظام السوري، فيقتل وقتما يريد، ويمارس عربدة ضد شعبه وقتما وأينما يشاء، حتى إن هدنة خلال الشهر الفضيل لا يريدها لشعبه المعذب والمحاصر في مسارح قتال ضارية.
لكل ذلك يتعين على العالم أن يتابع سلوك هذا النظام الذي يصور نفسه بين آونة وأخرى بأنه ضحية، في حين أنه أخطر الجلادين لشعبه المعذب بقيادته.
====================
هل خُذلت الثورة السورية؟
سلطان الحطاب
الرأي الاردنية
الاربعاء 10/7/2013
كل المعطيات تظهر بأنه جرى خذلان الثورة السورية وأن الذين وعدوها بالحلق لم يحضروا ولم يحضروا شيئاً وأن ما رسموه لها من سوريا الغد (قمرة وربيع) لم ترد منه الا صور الدمار والحرائق وملايين المشردين واللاجئين ومئات آلاف الشهداء والجرحى وما زال الجرح ينزف وسوريا تذوي وتضعف ولا أحد يعبأ بها..
النظام يسترجع انفاسه ويحاول اعادة انتاج قوته من خلال تحالفاته القوية فإيران ظهره كما يقول وحزب الله أداة وذراع عسكري يقاتل معه وروسيا ظهير سياسي قوي في المحافل الدولية وفي الأمم المتحدة لمنع العقوبة بالفصل السابع عنه عن طريق إدمان الفيتو ولعب أوراق دولية والصين لم تغادر موقفها من جانبه في حين أن اعداء النظام السوري سواء الثورة التي لم تتوحد حتى الآن على أهداف محددة وبأدوات محددة وظل داخلها يختلف عن خارجها ورأسها يختلف عن جسدها وايضاً حلفاؤها من عرب وأجانب ليسوا بنفس حماس وسوية حلفاء أعدائها..
فالعرب في أنظمتهم المختلفة تخلوا عن الثورة السورية ولم يمكنوها عبر المحافل الدولية ولم ينتصروا لها بما يستوجب تطورات الوضع..
هناك تغيرات في قطر وقيادتها قد ينعكس في إعادة المراجعة لموقف قطر برمته من الصراع مع النظام السوري وهناك صمت عربي وتردد وضعف هو انعكاس للموقف الدولي الذي ظل الموقف العربي يسترشد به ويدور في فلكه فالبطء الأميركي بل العجز والاستنكاف والتردد في دعم المعارضة والتصدي للنظام هو السمة الغالبة وهذا انعكاس للرغبة الاسرائيلية التي لا ترى ضرورة لتغيير الأسد لأسباب عديدة تتفهمها أيضاً أنظمة عربية أخرى لها تصورات أو توقعات لما سيؤول اليه الوضع السوري اذا ما تغير النظام القائم..
إذن جرى توريط الشعب السوري الذي خرج على النظام ليبحث عن حريته وكرامته بعد طول استبداد واحتلال للأرض السورية وها هو الشعب السوري يقف وحيداً في مواجهة نظام يسكت عليه العالم مستعملاً لغة الضجيج كبديل لاسناد المقاومة..مما جعل النظام يعاود حشد مؤيديه وأنصاره وتخويفهم من الثورة التي عبر إلى صفوفها وإن بشكل محدد عناصر متطرفة جرى استخدامها لرسم صورة بشعة من خلال وقائع ارهابية قاسية وحوادث ومواقف جرى ارتكابها.
والسؤال هل يؤدي الخذلان العربي والتواطؤ الدولي إلى انكسار المقاومة وعدم قدرتها على الحسم؟ وهل يؤدي بالمقابل الى صعود النظام السوري مجدداً فوق الجثث والدمار واطالة أمد حكمه وبالتالي الوصول بالرئيس الأسد إلى عام 2014 ؟ وهل يستمر النظام في شراهته للحكم؟ هذه أسئلة بعضها واقعي وبعضها قد لا يجد البعض فيه واقعية فهل من المعقول أن يستمر نظام دموي في حكم شعبه بالحديد والنار؟ كل هذه الفترة والعالم يتفرج ولا يصنع شيئاً..
وهل فعلاً عجزت الولايات المتحدة عن ايجاد السبل لوقف القتل في سوريا؟ واكتفى كيري وزير الخارجية بتحديد مواعيد جديدة لمهماته التي عنوانها الهرب من الاستحقاق السوري حيث ما زال مؤتمر جنيف (2) لم يعقد وما زال التفكير الأولي في عقده في شهر أغسطس آب القادم.
النظام السوري يسترجع بعض المواقع التي خسرها في حلب وهو يحاصر الآن حمص وسط اعتراف دولي بفداحة هذا الحصار وخطورته وما ستحمله نتائجه من ازهاق للارواح وقتل وتدمير يذكر بمجازر حماة حين لم تكن آنذاك عام 1982 فضائيات تفضح ولا شرائع حقوق انسان تعقد..
سقوط حكم الاخوان المسلمين في مصر وأزمة الاسلاميين في الحكم وسوء سياساتهم سيخذل أيضاً الثورة السورية التي أشبعوها مدحاً ولم يقدموا لها الكثير..ويبرز السؤال هل يواصل السوريون ثورتهم بطريقة الكف التي تناطح المخرز؟ وهل يسقونها بالدماء بعد أن خذلهم العرب والعالم وصفق لهم في البداية ليدير لهم الظهر الآن وينتظر المزيد من الفواجع..