الرئيسة \  برق الشرق  \  الهيئة تستعرض الجرائم والانتهاكات التي اقترفتها الميليشيات الطائفية في الفلوجة

الهيئة تستعرض الجرائم والانتهاكات التي اقترفتها الميليشيات الطائفية في الفلوجة

16.07.2016
هيئة علماء المسلمين في العراق



اكدت هيئة علماء المسلمين ان الجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها مليشيات الحشد الطائفي بعد دخولها مدينة الفلوجة لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الانتهاكات والمجازر المروعة التي رافقت العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة.
وقالت الهيئة في بيان لها اليوم ان الهدف من هذه الجرائم التي تكمل بعضها بعضا، هو تدمير المدن بعد تهجير أهلها الذين بات أمر رجوعهم إليها صعبًا للغاية؛ بسبب التدمير الممنهج الذي لحق بالمنازل والمحال والأسواق والبنى التحتية في الفلوجة .. موضحة ان المدينة ـ التي كانت تُعد من أكبر أقضية العراق من حيث الكثافة السكانية ـ أصبحت نتيجة هذا الفعل الإجرامي غير مؤهلة للعيش بعد أن كانت تضج بالحياة.
واستعرض البيان الجرائم البشعة والانتهاكات الصارخة التي ما زالت تشهدها مدينة الفلوجة منذ بدء العمليات العسكرية وما حصل فيها من تدمير .. موضحة ان الميليشيات الطائفية والقوات الحكومية اقدمت على تفجير وحرق تسعة مساجد في المدينة حتى اصدار هذا البيان، هي: (التقوى، والفردوس، والأنبياء، والفرقان، والنبي يونس، والمعاضيدي، والمدلل، وأبوعبيدة، وعثمان بن عفان)، كما تم سرقة أثاث ومحتويات معظم المنازل، والسيارات الخاصة التي تركها الأهالي في بيوتهم، وحرق العديد من المنازل لإخفاء معالم هذه الجرائم، فضلا عن سرقة المولدات ومحولات الطاقة الكهربائية من شوارع المدينة وأحيائها.
ولفتت الهيئة، الانتباه الى ان تلك المليشيات المسعورة قامت بسرقة المحال التجارية قبل حرقها لإخفاء معالم الجريمة .. مشيرة الى ان شبكات التواصل الاجتماعي نشرت عدة مشاهد مصورة توثّق جرائم السرقات والحرق التي يقوم بها عناصر الحشد الشعبي وسط هتافات طائفية لاثارة حفيظة الأهالي.
واكد البيان ان الميليشيات الطائفية اقدمت كذلك على حرق الأسواق التجارية الرئيسة داخل المدينة، وهي: (الحميدية، والنزيزة، ومجمع الشفاء الطبي، ومجمع المتميز مقابل المحكمة وشارع 40)، فضلًا عن حرق المحال في الشارع التجاري الرئيس الممتد من الجسر القديم إلى مجمع الشفاء، والطريق الممتد من مركز المدينة باتجاه سوق الكماليات وصولًا إلى منطقة (ماكنة ثلج الفلوجة).
ونسبت الهيئة الى مصادر صحفية تأكيدها بان الميليشيات الهمجية قامت بتدميره الحي الصناعي ـ الذي يضم عددًا كبيرًا من المكائن والآليات الخاصة، والأدوات الاحتياطية ونحوها ـ بشكل كامل، الامر الذي سيؤثر سلبا على نسبة كبيرة من أهالي الفلوجة التي تعتمد حياتهم اليومية على العمل في هذا الحي.
وشددت الهيئة على ان ما يؤكد الطابع الإجرامي لكل ما تقدم من افعال مشينة وانتهاكات صارخة، اصطحاب الميليشيات الطائفية عجلات محملة بالـ(النفط والبانزين) لتنفيذ عمليات الحرق؛ ما يدل على ان الهدف المقصود هو تدمير الموارد التي يعتمد عليها أهالي الفلوجة في معيشتهم، وانتهاك كرامتهم وإشعارهم بالمذلة وهم يرون مدينتهم تُدمر وتُحرق أمام اعينهم ولا يستطيعون فعل شيء.
وفي تسليطها الضوء على ما جرى لمدينة الفلوجة بعد ان استباحتها تلك الميشليات، اشارت الهيئة الى  اعتراف عدد من المسؤولين المحليين بينهم قائمقام الفلوجة (عيسى ساير) بأن المدينة شهدت دمارًا واسعًا على يد القوات الحكومية وميليشيات الحشد الطائفي بعد ما اعتبروه (تحريرًا) .. مؤكدين إن عمليات التدمير والحرق المتعمدة للمساجد والمنازل والأسواق حدثت بعد العمليات العسكرية الأخيرة.
وفي ختام بيانها، رصدت هيئة علماء المسلمين حالات تذمر عناصر الشرطة المحلية الموجودين داخل الفلوجة من سكوت قياداتهم وغض النظر عن هذه الجرائم، ومنها ان (الحشد) قام بتبليغ قوة الدفاع المدني التي دخلت الفلوجة بعدم الخروج لإطفاء الحرائق التي طالت المحال والمنازل والجوامع، فضلاً عن رفض تلك العناصر توثيق الانتهاكات والخروقات وذلك خشية تعرضهم لنفس مصير احد زملائهم ـ الذي بادر بإرسال مقاطع توثق هذه الانتهاكات الى وسائل الإعلام ـ حيث تم اعتقاله من قبل مدير شرطة المحافظة (هادي رزيج) وما زال مصيره مجهولًا حتى اليوم .. معيدة الى الاذهان بأن مصير المواطنين البالغ عددهم أكثر من (700) الذين تم اختطافهم من قبل ميليشيات الحشد والقوات الحكومية ـ والذين ذكرهم قائمقام الفلوجة ـ ما يزال مجهولًا.
الهيئة نت
أصدرت الامانة العامة بيانا بخصوص عمليات التدمير الممنهج لمساجد وأحياء مدينة الفلوجة، وفيما يأتي نص البيان:
 بيان رقم (1193) المتعلق بعمليات التدمير الممنهج لمساجد وأحياء مدينة الفلوجة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فبعد العمليات العسكرية التي طالت مدينة الفلوجة وما حصل فيها من تدمير؛ وإعلان الحكومة الحالية إحكام السيطرة عليها؛ إلا أنها ما زالت تشهد استمرار الانتهاكات والجرائم فيها، وفي أدناه أهم الانتهاكات والخروقات التي قامت بها مليشيات الحشد الشعبي الطائفي في الفلوجة بعد دخولها، مما استطاعت الهيئة توثيقه:
• حيث قامت هذه الميليشيات والقوات الحكومية بتفجير وحرق العديد من المساجد في الفلوجة؛ حيث بلغ عددها حتى ساعة إصدار هذا البيان (9) مساجد، هي: (جامع التقوى، جامع الفردوس، جامع الأنبياء، جامع الفرقان، جامع النبي يونس، جامع المعاضيدي، جامع المدلل، جامع أبوعبيدة، وجامع عثمان بن عفان). وقد تفاوتت نسبة التدمير في هذه المساجد بين التدمير الكلي أو شبه الكلي أو الجزئي.
• سرقة أثاث أغلب مساكن المدينة، والسيارات الخاصة التي تركها الأهالي في بيوتهم، ومن ثم القيام بحرق ممنهج لمنازل المواطنين في مختلف أحياء المدينة وبوتيرة متصاعدة يومًا بعد يوم؛ لإخفاء معالم هذه الجرائم.
• سرقة المولدات الكهربائية ومحولات الطاقة الكهربائية من شوارع المدينة وأحيائها.
• سرقة المحال التجارية، ومن ثم حرقها لإخفاء معالم الجريمة، وقد انتشرت عدة مشاهد مصورة على شبكات التواصل الاجتماعي توثق هذه السرقات، وتظهر المقاطع المصورة التي تسربت عناصر الحشد الشعبي وهم يقومون بالسرقة والحرق ثم يطلقون هتافات تثير حفيظة الأهالي.
• حرق الأسواق التجارية الرئيسة داخل المدينة، وهي: (سوق الحميدية، سوق النزيزة، سوق مجمع الشفاء الطبي، سوق مجمع المتميز مقابل المحكمة وشارع 40). فضلًا عن حرق المواقع التجارية على الشارع التجاري الرئيس في المدينة الممتد من الجسر القديم إلى مجمع الشفاء، والطريق الممتد من مركز المدينة باتجاه سوق الكماليات وصولًا إلى منطقة (ماكنة ثلج الفلوجة).
• مجهولية وضع الحي الصناعي داخل المدينة، ولاسيما أن مصادر خبرية عديدة تؤكد أن الميليشيات قامت بتدميره بشكل كامل، مع العلم أن نسبة كبيرة من أهالي الفلوجة تعتمد حياتهم اليومية على العمل في هذا الحي، ويضم هذا الحي عددًا كبيرًا من المكائن والآليات الخاصة، فضلًا عن الأدوات الاحتياطية ونحوها.
ومما يؤكد الطابع الإجرامي لكل ما تقدم من جرائم وانتهاكات وأن الأمر يجري بمنهجية؛ حيث تقوم هذه الميليشيات باصطحاب عجلات محملة بالوقود (النفط والبانزين)؛ لغرض تنفيذ عمليات الحرق؛ الأمر الذي يدل على أن المقصود من كل ما تقدم ذكره هو: تدمير الموارد التي يعتمد عليها أهالي الفلوجة في معيشتهم، وانتهاك كرامتهم وإشعارهم بالمذلة وهم يرون مدينتهم تقتل وتحرق أمامهم ولا يستطيعون فعل شيء لها.
وقد اعترف مسؤولون محليون في مدينة الفلوجة أن المدينة شهدت دمارًا واسعًا بعد ما اعتبروه "تحريرًا"، وجاء هذا التدمير على يد القوات الحكومية وميليشيات الحشد الطائفي التي دخلت مدينة الفلوجة بزي الشرطة الاتحادية والجيش الحكومي، ومن هؤلاء قائمقام الفلوجة (عيسى ساير) في تصريح له لوسائل الإعلام قال فيه: ((إن المدينة لم تتضرر بشكل كبير جراء العمليات العسكرية الأخيرة، لكن ما حصل من عمليات تدمير وحرق متعمدة لمنازل وأسواق ومساجد المدينة تسبب بدمار لكثير من الأحياء)).
ورصدت حالات تذمر من عناصر الشرطة من أهالي المدينة الموجودين داخل الفلوجة؛ من سكوت قياداتهم وغض النظر عن هذه الجرائم، ولاسيما أن (الحشد) قام بتبليغ قوة الدفاع المدني، التي دخلت الفلوجة بعدم الخروج لإطفاء حرائق المحال والمساكن والجوامع التي يتم حرقها، فضلاً عن تخوف أفراد هذه القوة من توثيق الانتهاكات والخروقات بسبب المصير المجهول لأحد زملائهم، ممن بادر منذ البداية لإرسال مقاطع للانتهاكات لوسائل الإعلام، حيث تم اعتقاله من مدير شرطة المحافظة (هادي رزيج) ومازال مصيره مجهولًا.
أما عن مصير المختطفين من أهل الفلوجة البالغ عددهم أكثر من (700) مدني، الذين ذكرهم قائمقام الفلوجة في تصريحه؛ فما يزال مجهولًا، ولم يتوصل إلى حقيقة ما آل إليه حالهم بعد اختطافهم من ميليشيات الحشد والقوات الحكومية.
إن هيئة علماء المسلمين ترى في هذه الجرائم سياسة ممنهجة، وأنه لا يمكن النظر إليها بمعزل عن الانتهاكات والمجازر المروعة التي رافقت العمليات العسكرية فهي تكمل بعضها بعضا، وأن الهدف منها تدمير المدن بعد تهجير أهلها حتى بات أمر الرجوع إليها صعبًا للغاية؛ بسبب التدمير الممنهج الذي أصاب المنازل والمحال والأسواق والبنى التحتية، فأصبحت المدينة بهذا الفعل الإجرامي غير مؤهلة للعيش فيها بعد أن كانت تضج بالحياة؛ حيث تعد من أكبر أقضية العراق وفيه كثافة سكانية عالية تفوق عدد سكان مراكز عدد من المحافظات، والمسؤولية تقع على عاتق جميع من شارك في هذه المعركة وأيدها وسكت عن جرائم الحشد فيها وفي بقية المدن العراقية.
 الأمانة العامة
9 شوال/1437هـ
14/7/2016م