الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الوفاء قبل الذهاب إلى جنيف2

الوفاء قبل الذهاب إلى جنيف2

26.10.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
الخميس 24/10/2013
يبدو أن الأزمة أصبحت في طريقها للإنفراج، فقد أبدى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، مرونة في الاستجابة لدعوة إئتلافه بالذهاب إلى "جنيف2"، إلا أن الأمر لن يخلو من شروط لابد من استيفائها قبل الذهاب.
فما أعلنه الجربا كان واضحاً، فعلى الدول الإحدى عشرة الأساسية في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، أن تفي بما وعدت به في اجتماع لندن بزيادة الدعم العسكري للجيش السوري الحر، بما في ذلك الأسلحة الفتّاكة، ودعم الائتلاف من جميع النواحي، وإذا ما تم التنفيذ وتغيرت الموازين على الأرض سيشجع ذلك على مشاركة الإئتلاف في المؤتمر المزمع.
إذاً نحن إزاء واجبات متبادلة، فعلى الدول الإحدى عشرة أن تفي بالإلتزامات التي قطعتها على نفسها مقابل أن تأتي المعارضة إلى جنيف لعلها تقبل بحل سياسي للأزمة، مشروط منها بألا يكون للأسد موقع في المعادلة الجديدة، وأن يتم تشكيل جهاز حكم انتقالي يتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية، وعلى الإئتلاف أن يذهب طوعا إلى جنيف إذا تحققت له الوعود.
هنا نخلص من المشهد الجديد إلى أمرين، الأول، أن الكرة باتت في ملعب المجتمع الدولي عامة ودول أصدقاء الشعب السوري بشكل خاص، فمن هو حريص على حل الأزمة عليه أن يضغط باتجاه توفير ما تحتاجه المعارضة على الأرض في مواجهاتها المسلحة مع جيش الأسد وغيرها من التزامات، حتى لا يسوغ ذريعة لفشل المؤتمر قبل بدئه.
أما الأمر الثاني، فهو كرة أخرى في ملعب الدول العربية التي أعلنت مشاركتها في "جنيف2"، عليها أن تعي أهمية دورها في الأزمة وأن تجنب المصالح الخاصة قليلاً لتكون هي الغطاء الذي يحتمي به الشعب السوري وإئتلافه المعارض، وأن تكون أداء ضغط ومشاركة في تنفيذ اتفاق لندن، وأن تعلنها قوية ومدوية: "إذا لم يتوافر للإئتلاف ما يريد فلن نذهب إلى جنيف ولن يذهب الإئتلاف السوري أيضاً".