الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الواجب الإنساني قبل الحل السوري

الواجب الإنساني قبل الحل السوري

30.10.2017
حميد عوّاد


الحياة
الاحد 29/10/2017
إعصار النزوح الذي هبّ مع عصف النزاع في سورية سبّب مأساة تشرّد إنسانية مفجعة للسوريين، جعلتهم أمواجاً بشرية عاتية تتدفق عشوائياً بلا تدقيق. كان نصيب لبنان، المكتظّ بكثافة سكّانه والعاجز عن استيعاب المزيد، أكبر من طاقة احتماله، إذ احتقن تجمّعهم فيه، فصعبت استضافتهم وتعقّد طابع وجودهم وتفاقمت أوضاعهم الاجتماعية بلا مساعدات كافية، وشكّلوا عبئاً بشرياً واقتصادياً وأمنياً، أوجب التعامل معه بحذر وتحرٍّ يقظ ورفق ورحمة وعناية وحكمة وعدل، للتخفيف من معاناتهم ومن وطأة ثقلهم على مضيفيهم.
لو تمّ التعامل مع الانتفاضة الســورية، التي هدفت الى إصلاح النظام، بعقلانية ورشد، لما انزلقت إلى نزاع مسلّح شرس، توسّع إطاره واستدرج انخراط دول إقليمية ومن خــارج الإقليم فيه. تضارب أهداف المتورطين، من فصائل مسلّحة ودول، وضراوة الاشتباكات وتشعّب أبعادها وعمق مداها، وطغيان صبغة التطرف على فصائل المعارضين، تضافرت لتســلب لُبّ الثورة وروحها، فتفكّكت تدريجياً من الداخل وجعلت الدول المناهضة لظلم النظام القائم تتكتل لترميم طاقم حكم سوري مدني مؤهّل لقيادة البلاد إلى ربوع السلام والاستقرار والأمان الاجتماعي.
التحالف المثلث الأضلاع: روسيا-سورية-إيران، انتشل النظام السوري من الانهيار والسقوط في الهاوية وعوّم موقعه التفاوضي، وشدّ وتر التجاذب مع التكتل المناوئ وعقّد آلية إعداد الحلّ السلمي وإبرامه. وبانتظار جهوزية الحلّ المناسب يقتضي الواجب الإنساني تأمين مقرّات رعاية آمنة محمية من قوى روسية-أممية داخل سورية.