الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الواهم بعد أنان والإبرهيمي !

الواهم بعد أنان والإبرهيمي !

18.01.2015
راجح الخوري



النهار
السبت 17-1 -2015
لم يكن بشار الأسد في حاجة الى إطلاق رصاصة الرحمة على رأس مؤتمر موسكو الذي يفترض ان يعقد في ٢٦ من الجاري كما أعلن ميخائيل بوغدانوف، بالأحرى لم يكن عليه إلقاء برميل يفجّر كل أحابيل الروس الذين شاركوا في صنع المأساة وهم يتنطحون الآن لحلّها، ربما لأن المؤتمر ولد ميتاً في اللحظة التي أعلن بوغدانوف انه "سيعقد بمن حضر"، بدليل ان الذين سيحضرون هم مجرد كومبارس سياسي عند الاسد وحماته الروس!
لطالما كررت المعارضة ان المؤتمر حفلة تهريج وان روسيا أحبطت مؤتمر جنيف وأسقطت عملية الانتقال السياسي كأساس للحل، وانها تسعى الى تمزيق المعارضة أكثر مما مزّقها الاميركيون، الذين يضحكون الآن في عبّهم امام الفشل المحقق للرفيق سيرغي لافروف. لكن كل التشكيك الإستباقي بمؤتمر موسكو في كفة والضربة القاضية التي وجهها اليه الأسد في كفة !
قبل الحديث عن هذه الضربة، أقول إن في وسع المراقب ان يسمع قهقهة الإيرانيين الذين يديرون بورصة الصراع السوري ببراعة سياسية، لأنه كان سيزعجهم نجاح مؤتمر موسكو وإقفال باب الجبنة السورية، وليس من المبالغة الإفتراض ان كلام الأسد الذي نسف المؤتمر من أساسه كتب باللفة الفارسية!
الاسد أعلن في حديث الى صحيفة تشيكية [لماذا ليس الى "البرافدا" مثلاً] ان نظامه ذاهب الى روسيا "ليس للشروع في الحوار وإنما لمناقشة الأسس التي سيقوم عليها الحوار عندما يبدأ"، وفي هذا الكلام حبكة بارعة كالقطبة المخفيّة في السجّاد العجمي !
ما هي هذه الأسس ؟
انها تحديداً تلك التي سمعها ستيفان دو ميستورا الأحد في ٢ تشرين الثاني في دمشق التي هاجمته، لأنه ذهب اليها حاملاً مقترح المصالحة في حلب، فقيل له "إن الأولوية الآن لمكافحة الإرهاب ومن ثم العمل على الحلول، وإن المصالحة تعني تسليم المعارضة السلاح وعودة المقاتلين السوريين الى كنف الدولة" !
بمعنى ان على المعارضة ان تدفن قتلاها والاحزان وتزحف حافية فوق ركام المدن والقرى لتسلّم ما لديها من سلاح بدائي، ثم تعلن التوبة وتطلب المغفرة... أولم يفهِموا دو ميستورا منذ البداية انهم يريدون لحلب نموذج حمص ؟
واذا كان مؤتمر جنيف في مرحلتيه عجز عن وضع أسس حل يرسم خريطة طريق للإنتقال السياسي، بعدما تولى لافروف تدميره على رأس جون كيري، ما دفع على ما أذكر جيداً الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر يومها الى الخروج من القاعة مقطباً وغاضباً، فهل يمكن ان تنجح موسكو الآن في حل ينهي الإدارة الايرانية السعيدة للوضع السوري ؟
مستر دو ميستورا يمكنك ان ترتاح الى جانب كوفي انان والأخضر الإبرهيمي !