الرئيسة \  واحة اللقاء  \  الوجه الآخر لأزمة اللاجئين السوريين

الوجه الآخر لأزمة اللاجئين السوريين

12.08.2013
د. وليد محمد السعدي

الراي الاردنية
الاثنين 12/8/2013
لم يكن أمام الأردن أي خيار إنساني أو قانوني أو أخلاقي آخر إلا فتح حدوده أمام الجموع الفقيرة من اللاجئين السوريين الفارين من الحرب الدائرة بلا هوادة في بلادهم عبر السنتين ونصف الأخيرة، وكذلك الحال للدول الأخرى المضيفة للاجئين السوريين مثل تركيا ولبنان.
لكن والآن بعد أن تجاوز عدد هؤلاء اللاجئين السوريين في الأردن المليون لاجئ، فقد آن الأوان لإعادة الحساب حول هذه الأزمة الإنسانية الهائلة وفتح هذا الملف على مصراعيه ليعرف جميع الأطراف ما لهم وما عليهم إزاء هذه المشكلة الإنسانية الهائلة والتي عصفت بسوريا وامتدت أمواجها عبر حدودها من الجنوب والشمال والغرب.
من الواضح الآن أن امتصاص أزمة اللاجئين السوريين من قبل الأردن وتركيا ولبنان قد «سهل» على المجتمع الدولي التراخي في مواجهة الأزمة السورية والتي تعتبرها الأوساط الدولية من أصعب الحرب الدموية في القرن المعاصر، الأمر الذي أدى إلى انعدام الحركة الجادة والفعالة حتى من قبل مجلس الأمن الدولي المفروض أن يكون في مقدمة المؤسسات الدولية لمعالجة ألازمات الإقليمية والدولية، لكن لم يحرك ساكنا وترك الأطراف المتناحرة في سوريا تستمر في القتل والدمار وتشريد الملايين من سكان سوريا داخل وخارج حدودها، وبذلك يكون المجتمع الدولي قد استغل ولا يزال يستغل «طيبة قلب» الأردن وتركيا ولبنان ليضع الأزمة السورية على نار هادئة بدلا من أن تكون على نار حامية، كما ينص ميثاق الأمم المتحدة بالذات صراحة، وكذلك الأعراف الدولية الأخرى ذات الصلة بالأزمات الدولية والإقليمية.
ويلاحظ بان المجتمع الدولي قد اكتفى حتى الآن بالتبرع للدول المضيفة للاجئين السوريين كنوع من الشفقة، ومن باب الظهور بأنه عمل شيء يذكر في هذا المجال بالرغم من أن أتون الحرب في سوريا قد دخل عامه الثالث، وبات مرشحا لأن يستمر لسنوات أخرى طالما العالم «يركن» على طيبة قلب الدول المضيفة للاجئين السوريين لتخفيف حدة هذه الأزمة والحد من أبعادها الإقليمية والدولية.
ومن هذا المنطلق يكون الأردن وغيره من الدول المضيفة للاجئين قد ساهمت من حيث لا تدري أو تدرك انه بموقفها الإنساني هذا قد ساهم في عدم تحريك الأزمة دوليا بشكل فعال حتى الآ