الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اليوم الفاصل!

اليوم الفاصل!

23.01.2014
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء 22/1/2014
المفترض أن ينعقد اليوم الأربعاء مؤتمر جنيف2 الذي من المفترض أن يلتزم المشاركون به ،ومن بينهم الروس وأيضاً وفد نظام بشار الأسد، بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 ،الذي صوتت عليه روسيا وصوتت عليه الصين أيضاً إلى جانب باقي الدول الدائمة العضوية ،بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، والذي نص حرفياً على التأييد التام لبيان جنيف1 الذي صدر في يونيو (حزيران) الماضي وحدد عدداً من الخطوات الرئيسية لحل الأزمة السورية من بينها :"إنشاء هيئة حكم إنتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة.. تمهيداً لإجراء إنتخابات حرة وديموقراطية".. وهذا يعني أنه يجب وإعتباراً من هذا اليوم ألاَّ تكون لهذا الرئيس السوري أي علاقة لا بحاضر سوريا ولا بمستقبلها وإن عليه الإبتعاد والتنحي على الفور.
إنَّ هذا هو المفترض أمَّا الواقع فهو أنَّ روسيا الإتحادية ،التي ثبت أنَّ هذه الحرب هي حربها وأنها المستفيد الوحيد من تدمير هذا البلد العربي وتشريد الملايين من أبنائه وذبح أكثر من مائتي ألف منهم، قد أظهرت ومنذ البدايات أنَّ لديها "موَّالاً" آخر وأنها تريد حرف هذا المؤتمر ،جنيف2، عن مساره وتحويله إلى محاربة "الإرهاب" الذي تعرف موسكو معرفة أكيدة ،لأنها اللاعب الرئيسي في هذه اللعبة، أنه صناعة مخابرات بشار الأسد ومخابرات إيران وأنَّ "داعش" هي في حقيقة الأمر مجموعة من مغاوير الجيش النظامي السوري ومغاوير فيلق القدس الذي أصبحت غرفة عملياته في دمشق وبات من خلال الميليشيات التابعة له هو الذي يخوض هذه الحرب المدمرة القذرة ضد الشعب السوري.
بل وأكثر من هذا كله فإنَّ لافروف في مؤتمره الصحافي المشترك الأخير ،الذي كان دور وليد المعلم فيه يقتصر على مجرد هزّ رأسه والحديث المقتضب عن خطط مبهمة لـ"فكالإشتباك" في حلب، قد أضاف جديداً في منتهى الخطورة وهو أنَّ مهمة جنيف2 بالإضافة إلى مواجهة الإرهاب هي حماية الأقليات الطائفية والمذهبية المهددة بوجودها وهذا من المفترض أنه ذكَّر كلّ من سَمِعَ ورأى بتلك الحقبة البعيدة عندما تولت روسيا القيصرية في نهايات الإمبراطورية العثمانية حيث أصبحت :"رجلاً مريضاً" حماية المسيحيين الارثوذوكس وتولَّت فرنسا حماية الموارنة الكاثوليك وتولت بريطانيا (العظمى) حماية الدروز واليهود.
ألا يعني هذا أنَّ لافروف بهذا الطرح الغريب يريد تمزيق سوريا وتحويلها إلى دويلات ومحميات طائفية وعرقية وأنه بموجب هذا التمزيق سيكون نصيب روسيا الإتحادية ليس المسيحيين الأرثوذوكس وفقط وإنما أيضاً الطائفة العلوية التي إزدادت أهميتها بالنسبة للروس بعد إكتشافإحتياطات الغاز والنفط الهائلة على الشواطئ المتوسطية السورية وهذا بالإضافة إلى قاعدة طرطوس التي هي الآن أهم قاعدة بحرية لروسيا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وفي المنطقة كلها.
لقد قلنا مراراً وقال غيرنا إنه لا يجوز عقد لا هذا المؤتمر ولا غيره ما لم يكن هناك بعض التقارب في موازين القوى العسكرية بين نظام بشار الأسد والمعارضة وما لم تتخلى الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية كلها عن مواقفها المائعة السابقة المثيرة للشبهات وما لم يوحد العرب ،الذين يأتي على رأس همومهم هذا الهم السوري، المعارضين السوريين وإن بالقوة وما لم يقدموا ولو القليل مما يقدمه الروس والإيرانيون لهذا النظام السوري وجيشه وللميليشيات الطائفية التي أصبحت جزءاً من هذا الجيش وطليعة له.
لكن وبما أن الكثير من الأمور الإجرائية قد تمت تسويتها وبات المفترض أن ينعقد في هذا اليوم الفاصل مؤتمر جنيف2 بمشاركة الإئتلاف الوطني مدعوماً بالجيش الحر فإنه لابد من التمسك بالمطالب المحقة لهؤلاء وعلى رأسها الإصرار على ألاَّ يكون للأسد وزمرته الدموية الحاكمة أي دور لا في حاضر سوريا ولا في مستقبلها.