الرئيسة \  مشاركات  \  انتخابات الأسد والضحك على الذقون

انتخابات الأسد والضحك على الذقون

07.06.2014
د. محمد أحمد الزعبي




بعد أن قررت أن أمنح نفسي استراحة المحارب في التوقف عن الكتابة والنشر لبضعة أسابيع ، أو ربما لبضعة أشهر ، وجدتني أكسر هذا القرار ، بعد أن سمعت وشاهدت تلك المهزلة المضحكة المبكية ، التي جرت في سوريا يوم 03.06.2014 ، والتي أطلقوا عليها " أول انتخابات ديموقراطية تعددية تجري في سورية منذ نصف قرن (!!) " . نعم لقد مارس النظام السوري منذ مجيئ حافظ الأسد إلى السلطة عام 1970 ، سلسلة كبيرة وكثيرة من الأكاذيب والخدع والأضاليل ، ولاسيما المفارقة المفضوحة بين القول والعمل ، وبين الشكل والمضمون ، ولكن ماقام ويقوم به ابنه بشار اليوم ، يشير بدون شك إلى تفوقه على أبيه بالكذب والخداع والتضليل ؟!.
أي انتخابات تلك التي تجريها في سورية يابن " الأسد !" ؟ وإلى أين تقود رعيتك العلوية أيها الراعي الغشيم ؟ ، ألم يبق عندك بعضاً من عقل ، وبعضاً من شرف ، وبعضاً من خجل ؟!.، نحن لانلوم إيران ، ولا نلوم روسيا ، ولا نلوم إسرائيل ، ولكننا نلومك أنت أولاً ، ونلوم طائفتك العلوية التي تشكل لنظامك الحاضنة الشعبية ثانياً ، ونلوم حسن نصر الله الذي مارس التقية علينا عام 2006 ، ثم تابعها في العراق عام 2003 ، وفي سورية 2012 (!!) ثالثاً . هل سمعت يابشار
قول عمر أبو ريشة :
لايلام الذئب في سطوتهإن يك الراعي عدو الغنم
نعم يابن الأسد ، عندما تكون أنت عدو الشعب السوري ، فلا عتب بعده لاعلى إيران ، ولاعلى حزب الله ، ولاعلى روسيا ، بل ولا على غيرهم سواء في الداخل أو في الخارج . إن انتخاباتك المفضوحة الكذب والتزوير، لاتحتاج من أي مواطن أو مواطنة من أي طفل أو طفلة من الملايين الذين يعيشون في مخيمات الهرب من جحيم براميلك وصواريخك في الأردن و لبنان و تركيا ، إلى أي دليلعلى : بطلانها ،و عدم شرعيتها ، و كذب تعدديتها ، وتزوير نتائجها،
فليس يصح في الأفهام شيئ  إذا احتاج النهار إلى دليل
 
أما بخصوص مسألة الضحك على الذقون،فلابد بداية من تحديد الجهات المعنية بهذه الانتخابات ، وبالتالي بمسألة " الضحك على الذقون " . أما المعنيون بهذه الإنتخابات ـ حسب تقديرنا ـ فهم من لهم مصلحة ببقاء النظام ، ومن لهم مصلحة ببقاء النظام هم من لهم مصلحة بإطالة الحرب ، ومن لهم مصلحة بإطالة الحرب هم من لهم مصلحة بمنع انتصار أحد طرفيها على الآخر ، ومن لهم مصلحة بمنع انتصار أحد الطرفين على الآخر ، هم من لهم مصلحة بتدمير سوريا وإنهاء ربيعها العربي، وبالتالي إنهاء دورها القومي والإسلامي ، بحيث تظل لعدة عقود منشغلة بتضميد جراحها ، وإعادة بنيتها التحتية والفوقية .
إن المعنيين بهذه الانتخابات بصورة رئيسية إذن ، هما ، بالدرجة الأولى إسرائيل وإيران ، وبالدرجة الثانية روسيا وأمريكا ، ومن ثم يأتي دور الآخرين ، بمن فيهم بعض الدول العربية .
وإذا كنا لانريد أن ندخل في متاهة / دوامة تعداد أسماء ودور هؤلاء الآخرين ، فإننا سنكتفي بذكر الأسس التي تمثل المدخل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، الذي يمكن للمرء من خلاله أن يعرف ، من يضحك على ذقن من في هذه اللعبة الإنتخابية المضحكة المبكية ،ألا وهي(الأسس):
القوي يضحك على ذقن الضعيف ، والمسلح يضحك على ذقن الأعزل ، والغني يضحك على
ذقن الفقير ، والخبيث يضحك على ذقن البسيط والطيب. والتفوق التكنولوجي بشقيه المدنيوالعسكري يضحك على ذقن الجميع، وهنا أترك للقارئ الكريم أن يتابعهذه اللعبة المتعددة الجنسيات ، ليعرف بنفسه من يضحك على ذقن من ، في هذه الانتخابات التي جرت قبل يومين في بعض أنحاء سورية .
إن ربع مليون شهيد ، ومليون جريح ، ومئات الألوف من المعتقلين في سجون الأسد ، وأكثر من سبعة ملايين من مهجري الداخل والخارج ، يتطلعون اليوم بألم وأسف إلى ماجرى ويجري في دمشق ، تحت مسمى الإنتخابات الرئاسية ، يهزون رؤوسهم ، يبتسمون ، ثم يقولون بملء أفواههم وقلوبهم لبشارالأسد ومن والاه ، ومن اشترك معه في هذه التمثيلية المضحكة المبكية المسماة زوراً وبهتاناً إنتخابات رئاسية ، يقولون : إن تفوقنا الأخلاقي ، تفوق الحق على الباطل هو من سينتصر، إن لم يكن اليوم فغداً ، وإن غداً لناظره قريب .