الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انتخابات بلا معنى

انتخابات بلا معنى

05.06.2014
رأي الشرق



الشرق القطرية
الاربعاء 4/6/2014
بعد موجة التفاؤل التي أطلقها فجر "الربيع العربي"، وبعد ثورة الرفض على جميع التابوهات التقليدية والوسائل التي دأبت عليها الأنظمة الاستبدادية في تزوير إرادة الشعوب، ومصادرة آرائها في الحرية والتعبير والاختيار، هاهي نفس النغمة القديمة، ونفس الاسطوانة الممجوجة تعود اليوم بنفس النتائج، وبنفس الأشخاص، نتائج ال 99 %، التي لاينافس فيها الشخص إلا نفسه، ولايحتكم فيها المرشح إلا إلى صندوقه.
إنها عودة إلى المربع الأول، فما معنى أن يدلي الرئيس السوري بشار الاسد بصوته في الانتخابات الرئاسية، وبدا باسما وهادئا الى جانب زوجته أسماء، في صورة تتناقض الى حد كبير مع الأزمة الانسانية الكارثية والمدمرة التي يعيشها شعبه، وما معنى أن يعيد الأسد إنتاج نفسه لتشريع مرحلة جديدة من القتل والدمار والخراب، لن تزيدها هذه الانتخابات إلا فقدانا أكثر للشرعية، وابتعادا أكثر عن أي معنى من معاني الديمقراطية.
هي انتخابات مسرحية سيئة الإخراج، وبلامعنى لعدة أسباب مقنعة في مجملها، فهي أولا لاتجري إلا في المناطق التي يسيطر عليها النظام ويحكمها بالحديد والنار، ولذلك هي محسومة النتيجة سلفا. وهي انتخابات تقاطعها كافة أطياف المعارضة بما فيها المعتدلة، ولذلك فهي مجرد "انتخابات الدم" كما أطلق عليها ذلك ناشطون معارضون. هي انتخابات خصصت لها شركة الاتصالات السورية "ام تي ان" رسائل نصية، تقدم خلالها للمشتركين شهرا مجانا، وتغني "ما نرضى بديلك (لا نقبل بديلا عنك)" و"قائدنا" المخصصتين لبشار الاسد، لاستخدامها كرنّة لهواتفهم الخليوية. هي انتخابات بلاشرعية من حيث نسبة المشاركة إذا تم حساب عدد المقاطعين والمهجرين والمذعورين.
فبأي حق يصدق هذا النظام نفسه، أو يصدق أن العالم يمكن أن يصدق مهزلته الانتخابية؟. إنها "مسرحية هزلية مأساوية" كما يجمع على ذلك المجتمع الدولي، ولن تزيد الوضع السوري إلا الدفع باتجاه المزيد من التردي والتعقيد والعنف غير المحسوب النتائج.