الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انتصار إيراني أم تردد أميركي؟

انتصار إيراني أم تردد أميركي؟

04.12.2014
الوطن السعودية



3-12-2014
تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قال فيه "إن العالم الآن لم يعد يدق طبول الحرب ضد إيران"، لم يكن غريبا بعد المكاسب الكبيرة - معنويا على الأقل - التي حققتها طهران بتأجيل مفاوضات برنامجها النووي مع الدول الست حتى نهاية يونيو المقبل. وحسبما ذكرت بعض وكالات الأنباء فإنه يمكن لطهران خلال هذه الفترة تحويل 25 كيلوجراما من أكسيد اليورانيوم العالي التخصيب إلى وقود لصنع أسلحة نووية.
تراخي الولايات المتحدة تحديدا بشأن برنامج طهران النووي، نتجت عن استراتيجية أوباما المترددة في الشرق الأوسط، ونحن نحمل الولايات المتحدة مسؤولية هذا التراخي، لأن كلمة الفصل في هذا الملف وغيره لا تزال بمقدورها، رغم كل ما يقال عن تعدد الأقطاب الدولية، ورغم الحضور القوي والتأثير الكبير لدول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ورغم نجاح روسيا الدولي في عهد بوتين.
لم يكن الملف النووي الإيراني بالنسبة لإدارة أوباما إلا جزءا من استراتيجية أميركية جديدة في هذه المنطقة. بعض المحللين الأميركيين يرون أن الوقت في صالح أميركا وليس في صالح إيران، ريثما تنتهي من ملفات عالقة في العراق وسورية واليمن، وبالأخص في سورية، إذ لا يمكن لواشنطن أن تتحمل تبعات معالجة كل هذه القضايا في وقت قياسي. يرى البعض أن الربيع العربي أجل بعض الملفات الساخنة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبرنامج إيران النووي.
لا شك أن الربيع العربي خلط الأوراق في المنطقة، وبالذات ما يحدث في سورية، وتداعياته على العراق وعلى الأقليات الكردية في الإقليم، وعلى لبنان واليمن. هناك أيضا خطر محدق في ليبيا، لكنه يظل بعيدا عن إيران، هذه الملفات زادت من تردد أوباما وشتاته، ويمكن أن نضيف إلى ذلك، الفراغ السياسي العميق الذي خلفته مصر إقليميا بعد رياح التغيير في 2011.
لم يعد "النووي الإيراني" أولوية كبرى بالنسبة لإدارة أوباما، على الأقل في هذا الوقت، بل ربما أرادت ترحيل هذا الملف بالتحديد إلى الإدارة المقبلة، لتترك الخيارات مفتوحة أمامها، وهو الأمر الذي جعل ظريف يتحدث بلغة المنتصر، عندما قال: "كانوا يعتقدون أن الإيرانيين يقتلون الوقت ويفاوضون كتجار سجاد، ويقدمون تنازلات في اللحظات الأخيرة".