الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انتقاد أوروبي لعدم زيارة أي مسؤول سوري مخيمات اللاجئين في لبنان

انتقاد أوروبي لعدم زيارة أي مسؤول سوري مخيمات اللاجئين في لبنان

11.06.2016
خليل فليحان


النهار
الخميس 9/6/2016
لا يصدّق أي مسؤول أجنبي ما يسمعه من أي مسؤول لبناني عندما يعرب له عن مخاوفه من توطين اللاجئين السوريين في لبنان، وعن أن التقاعس الدولي في إيجاد الحل السياسي للازمة السورية يضاعف قلق اللبناني المسؤول والمواطن العادي، وهذا يعني أن "توطينهم أمر واقع، وان الاعتراض الأجنبي على كل اقتراح تطرحه الحكومة اللبنانية ككل، أو أي وزير، لتقليص العدد الهائل للاجئين السوريين" يواجه بالرفض، بذريعة أن القانون الإنساني لا يمكنه إعادة أي منهم، بعدما هرب من بلده بفعل المواجهات العسكرية، وهكذا يستمر اللاجئ السوري في لبنان من دون أن تتخذ الحكومة أي قرار بإعادته حتى الى الاماكن التي حررها النظام أو التي لم تشهد أصلا اشتباكات منذ اندلاعها. وعندما اقترحت الحكومة وضع هؤلاء في مناطق آمنة وبحماية دولية، قيل للبنان إن الأمر يستوجب قرارا من مجلس الامن، وكان الرد الرسمي أنه في حال تأمين ذلك، من يضمن ألا يقعوا ضحية هجوم من "داعش" إذا كانوا ينتمون الى المعارضة؟ وهكذا تنضج طبخة التوطين على نار هادئة تحاك من دون ضجة، بدعم دولي، من دون الأخذ في الاعتبار التضخم الديموغرافي والعناصر الإرهابية المندسة والفاتورتين الصحية والتعليمية الضخمتين.
ولفت سفير أوروبي مقيم في بيروت إلى الصمت الكامل للنظام السوري عن آلاف اللاجئين ومعاناتهم، وانتقد عدم مجيء أي مسؤول سوري لزيارة أي مخيم والاطلاع على ما يحتاج اليه سكانه من قوت يومي ودواء. واستغرب عدم تسجيل الاطفال الذين ولدوا في لبنان، والبالغ عددهم بحسب إحصاء رسمي نحو 270 ألف طفل وطفلة، فيما يأتي مسؤولون دوليون كالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ووزراء أوروبيين ليتفقدوا مخيماتهم في البقاع ويسألوا عن الحاجات. وسأل كيف أن السفير السوري فتح أبواب سفارته لانتخاب رئيس بلاده، فملأت أفواج المقترعين شوارع بيروت والضاحية، حتى ضاقت بهم شوارع اليرزة.
ولم تستبعد تقارير ديبلوماسية أن يترجم هاجس التوطين الرسمي الى حقيقة، لأن الكثير من الاقتراحات يرد على ألسنة مسؤولين أوروبيين في بروكسيل، بما يرمي الى تزخيم موضوع إعادة التوطين على الرغم من الموقف الرسمي والشعبي الرافض لهذا الموضوع الذي يبعد اللاجئ عن وطنه من دون استشارته. كما ان مسؤولين آخرين يقترحون اعادة توطين هؤلاء اللاجئين في لبنان والاردن على الرغم من ذلك. ويعتبرون في ما بينهم أن "لبنان يمكن ان يكون دولة لتخزين اللاجئين".
وأشار الى أن المطلوب من الحكومة ان تقرن القول بالفعل، وأن تقنع الدول الاجنبية بأن المساعدات التي تقرّر للاجئين غير كافية، وإذا أتت، فمتأخرة. واستتباعا، يجب وضع استراتيجية لإعادة اللاجئين السوريين الى بلداتهم إذا كانت العودة آمنة، والى اماكن اخرى لم تشهد اشتباكات، وليتحمل النظام مسؤوليتهم بدعم روسي وإيراني.