الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انتكاسة "جنيف 2"

انتكاسة "جنيف 2"

09.11.2013
رأي البيان


البيان
الخميس 7/11/2013
تعرضت جهود عقد المؤتمر الدولي حول سوريا والمعروف بـ"جنيف 2" إلى انتكاسة أخرى، ضمن سلسلة من المعوقات التي تحول دون انعقاده منذ شهور، فبينما تم تسريب موعد المؤتمر على أنه في 23 من الشهر الجاري، عادت الأمور خلال اليومين الماضيين إلى مسار التعثر المعتاد، وحسب تصريحات من مسؤولين روس وتسريبات لدبلوماسيين، فإن المؤتمر لن يتم عقده هذا الشهر، والجهود الحالية هي محاولة لأن يكون الانعقاد ضمن الأيام المتبقية من العام الحالي على الأقل.
إلا أنه بالنظر إلى مسار الجهود على صعيد جمع المعارضة والنظام على طاولة واحدة، فالأرجح أن يتم ترحيل عقد "جنيف 2" إلى العام المقبل، ذلك أن الظروف لم تنضج، لا على صعيد الوضع الداخلي السوري، ولا الوضع الإقليمي والدولي. ففي الداخل، يخبو شيئاً فشيئاً نجم المعارضة السياسية التي ترحب مبدئياً بعقد المؤتمر، وتبرز سيطرة كبيرة للفصائل المسلحة التي ترفض المؤتمر وتعتبر الائتلاف الوطني كياناً غير شرعي. وكل فصيل معارض يسيطر على جزر متجاورة مع مناطق فصيل آخر، وتحدث صدامات واشتباكات داخلية خطيرة في العديد من مناطق سوريا.
على الصعيد الإقليمي والدولي، ما تزال الرؤية غير موحدة لطبيعة الحل السياسي والتيارات السياسية التي ستمثل المعارضة، أو اللون الغالب على هويتها (إسلامية، ليبرالية، قومية) وبين هذه التوجهات تنقسم الدول الداعمة للمعارضة السورية بشدة. وما انقسام المعارضة المسلحة إلا انعكاس لتضارب رؤية الدول الداعمة، على عكس داعمي النظام السوري.
لا يبقى سوى إعادة الجهود الفاعلة حول إغاثة اللاجئين السوريين، والدعوة لعقد مؤتمر جديد للمانحين، ومحاولة إقامة مخيمات منظمة داخل الأراضي السورية عبر مناطق معزولة عن الحرب، وباتفاق تضمنه المعارضة والنظام.
لا يمكن رهن إعادة الحياة إلى الحد الأدنى من طبيعته في حال تم ربط الاستقرار بالحل السياسي، لأنه قد لا يتم الوصول إلى هذا الحل المنشود في القريب العاجل طالما استمرت التناقضات بهذا المستوى بين الدول المعنية بدعم المعارضة، أو بين فصائل المعارضة المسلحة نفسها.