الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انحراف الثورة السورية عن مسارها

انحراف الثورة السورية عن مسارها

13.07.2013
الوطن السعودية

الوطن السعودية
السبت 13/7/2013
يبدو أن محاولات النظام السوري المتهالك في تفتيت اتجاهات الثورة وتحويلها إلى فوضى مطلقة قد بدأت تؤتي ثمارها من حيث لا يقصد، فتغيرت في جزء منها إلى إرهاب بين الفصائل والمجموعات التي يفترض أنها تقاتل لتحرير الشعب، وإرهاب آخر ضد الشعب الذي كان يأمل بخلاصه على يد الثوار لكن دخول كثير من المرتزقة على الخط قاده إلى إحباط من الواقع الذي يعانيه.
النظام المستبد الذي قتل أكثر من مئة ألف من السوريين بحسب الإحصاءات جاء من يقتل منهم بالنيابة عنه، فالكتائب المسماة إسلامية لا تتورع عن فعل شيء من خطف وقتل ونهب، وخلال الفترة الأخيرة تصاعد التوتر بين سكان محافظات عدة وأريافها وبين تلك الكتائب، مما أدى إلى اشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وأولئك المسلحين الذين ينادون بانتمائهم إلى ما يسمى "دولة العراق والشام الإسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة نتيجة قيام هؤلاء بإطلاق النار على تظاهرة مناهضة لهم في قرية الدانا بريف إدلب، الأمر الذي تسبب في مقتل 25 شخصاً، وبحسب الأخبار فإن تلك الكتائب الإسلامية قامت بتصفية مقاتلين في الجيش الحر وعثر على جثث بعضهم مقطوعة الرأس.
إلى ذلك يأتي تهديد تنظيم القاعدة بقتل كافة أعضاء المجلس العسكري للجيش السوري الحر، الذي يفترض أنه كان سوف يجتمع أمس للرد على مقتل قيادي للجيش الحر على أيدي عناصر موالية لـ"القاعدة"، ليشكل منعطفاً غير إيجابي لمسار الثورة، وبدلاً من توحيد الصفوف لمواجهة قوات النظام والدفاع عن الأهالي أخذت الأمور مجرى التآكل الذاتي لمناهضي النظام على أيدي بعضهم. فدخول تنظيم "القاعدة" على الثورة السورية شتت التوجهات وجلب نقمة المواطنين على من ينادون بدولة وإمارات إسلامية، وأضعف وجود الجيش الحر في كثير من المناطق، مما يطيل في عمر النظام ويزيد من أوجاع السوريين، ومسؤولية ذلك تقع أولا على روسيا التي استماتت في الدفاع عن النظام السوري حتى قبل أن تظهر المجموعات المتشددة، وعلى القوى الكبرى التي مازالت لغاية اليوم متراخية في الضغط لإنهاء الأزمة، وكان بمقدورها ذلك لو تحركت بجدية منذ عامين وأكثر، والقادم سوف يكون أشد خطورة مادام التهاون سيد الموقف لدى الدول القادرة على الحل.