انعكاسات الأزمة السورية على لبنان مادة في المحادثات الدولية والعربية

النهار
الاربعاء 26-6-2013
ربط بعض الدول الكبرى والدول العربية ذات الثقل، المهتمة والمتابعة للوضع في لبنان، اعتداء انصار الشيخ أحمد الأسير على الجيش في بلدة عبرا يومي الاحد والاثنين الماضيين، بالأزمة السورية. وذهب أكثر من مسؤول غربي وعربي الى التذكير بأن استمرار تلك الأزمة سينعكس أكثر فأكثر على دول الجوار ومن بينها لبنان، بأشكال مختلفة.
وذكرت تقارير ديبلوماسية اطلعت "النهار" على بعض منها ان انعكاسات الازمة السورية على لبنان أصبحت بنداً مطروحاً على جدول المحادثات الدائرة على أعلى المستويات في العواصم العالمية والعربية، ليس فقط بسبب عبء استضافته للعدد الهائل من اللاجئين السوريين الذي فاق طاقة استيعابه، وليس فقط لاتهامه بأن مقاتلين من منظمات إرهابية مع كميات من الأسلحة والذخائر ترسل الى المعارضة، ولا بسبب تعرض قراه الحدودية لسقوط قذائف من الأراضي السورية بذريعة أن القوات النظامية تطارد مسلحين معارضين، بل أيضاً بسبب مشاركة "حزب الله" في القتال في بعض المحاور كالقصير. والدليل على ذلك ما ظهر إثر المحادثات السعودية – الاميركية في مؤتمر صحافي عقده في جدة كل من وزيري الخارجية الاميركي والسعودي جون كيري والامير سعود الفيصل.
وذكر أحد التقارير أن لندن قلقة من جراء سقوط قذائف في شكل عشوائي على بعلبك ومحيطها، واستغربت وزارة الخارجية اغتيال ضباط وجنود للجيش كانوا في مركز ثابت دون المشاركة في القتال. ولفت المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابرهيمي من جنيف الى ان العنف الدائر بين ممثلين للنظام ومعارضين له هو نتيجة الأزمة السورية، مشدداً على احترام سلطة الدولة.
وتلقى أحد المسؤولين تقريراً عن نظرة الدول الى اشتباكات عبرا، تضمن ثناء على حرفية الجيش الذي أنهى ظاهرة الأسير خلال ساعات، على الرغم من انه دفع عدداً لا يستهان به من الشهداء والجرحى، لكن ذكر انه يجب عدم الأخذ في الاعتبار أن المعركة كانت صعبة لانها كانت مفاجئة للجيش، واعتمد "الاسيريون" أسلوب الغدر.
ونبّهت دولة كبرى الى أن على الزعماء في لبنان تجنب تكرار مثل هذه المواجهة لئلا تنزلق البلاد الى الاقتتال المذهبي الذي سيخرج عن سيطرة القوات المسلحة. وأفادت أن معلومات متوافرة لديها مؤداها أن جهات غربية وعربية تسعى الى الايقاع بين اللبنانيين، لنسف نموذج العيش المشترك الصامد في المنطقة، في ظل انظمة تتغير. ولفتت الى ان التراخي في لجم بعض التصرفات أوقع مجزرة عبرا، وقد تتكرر هذه الحالة اذا لم تتخذ الاجراءات الاحترازية قبل فوات الأوان.