الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انقسامات البيت الأبيض حول مصير سورية

انقسامات البيت الأبيض حول مصير سورية

05.05.2016
بن رودس


الوطن السعودية
الاربعاء  4/5/2016
 كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وافق على خيار وقف إطلاق النار خلال مفاوضاته مع وزير خارجية أميركا جون كيري، لكن مصالح الرئيس الروسي تقتضي استمرار نفوذه داخل سورية.
وصرح العديد من المسؤولين الأميركيين لوكالة الأنباء العالمية "رويترز" بأنه على الرغم من قيام روسيا بسحب بعض الطائرات ثابتة الأجنحة في مارس الماضي، إلا أنها عززت قواتها بطائرات هليكوبتر متطورة، وأعادت مدفعيتها بالقرب من مدينة حلب، وقامت بغارات جوية ضد جماعات المعارضة المعتدلة.
وتحدث تقرير وكالة رويترز عن انقسامات متفاقمة في الإدارة الأميركية حول نوايا بوتين في سورية. فعلاقة إيران الحالية مع روسيا مشروطة بدعم بوتين للأسد، وبالتالي فإن الوجود الروسي داخل سورية مؤمَّن في ظل وجود الأسد في السُلطة. وعلى أية حال، فإن خيار وقف إطلاق النار لا يهدد الوجود الروسي في غرب سورية بأية صورة، وبالتالي فإن بوتين لديه حرية اختيار أي الحلين. ولكن لماذا قد يختار بوتين الحل السياسي ويهدد علاقته مع إيران؟
يبدو أن بوتين لن ينسحب شبراً واحداً من سورية، ما لم يضمن تحقيق مصالحه في بلد آخر. يعني ذلك أن الحرب في سورية مستمرة، ما لم تجد الولايات المتحدة حلاً دبلوماسياً يوافق عليه بوتين.
توجد أهداف مشتركة بين روسيا وأميركا في سورية، وهي هزيمة تنظيم "داعش" وإعادة استقرار البلاد. ولكن من المهم معرفة الأهداف الحقيقية التي تسعى إليها روسيا، فكل دولة لديها أهدافها التي تجد أي إجراء تتخذه متسقاً مع هذه الأهداف، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لروسيا. فقد أبدى الرئيس بوتين موافقته على وقف إطلاق النار أثناء مفاوضاته مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلا أن قيامه بتعزيز قواته بالقرب من حلب يثبت غير ذلك.
وسواء كان بوتين صادقاً في نواياه أم لا، فلا يجب أن يُشكل ذلك فارقاً، فقدرة الدولة على تحقيق مصالحها يتعلق بحجم نفوذها، لذلك كان على الولايات المتحدة من البداية أن تقوي نفوذها في سورية.
لم تقم الولايات المتحدة بفعل أي شيء منذ البداية، حتى إن الإدارة الأميركية لم يكن في اعتقادها أن بوتين سيتدخل بقوة في سورية للدرجة التي تجبر أميركا على تعويض بوتين في مكان آخر إذا ما أرادت منه اتفاقاً على حل ما. وفي الواقع، يبدو من المنطقي قيام بوتين بتقوية نفوذه في سورية، وما يبدو غير منطقي هو رفض الولايات المتحدة التدخل في سورية طوال خمس سنوات.
والواقع أيضاً أنه لا يمكن الوصول إلى حل سياسي مناسب دون أن تؤيده القوى الموجودة على الأرض. إن محاولة وقف قتل المدنيين ليست كافية، فالمهم هو كيف تحاول، فقد تؤدي تلك المحاولة إلى تفاقم الوضع. إن الوضع الحالي في سورية ليس مواتياً لحل سياسي مناسب، وعلى الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يعي ذلك جيداً.