الرئيسة \  مشاركات  \  انقلاب! وعلى من؟

انقلاب! وعلى من؟

05.10.2013
الطاهر إبراهيم




في خطوة مفاجئة، اجتمع ثلاثة عشر من فصائل الجيش الحر وأعلنوا ما سموه البيان رقم (1)، كان أهم ما جاء فيه الدعوة إلى التوحد ضمن إطار إسلامي واضح واعتبار هذه القوى أن كل ما يتم من تشكيلات. في الخارج دون الرجوع إلى الداخل لا يمثلها ولا تعترف به.
وقد وقّع البيان ثلاثة عشر فصيلا أهمها: جبهة النصرة التي ينضوي تحت قيادتها أكثر من عشرين ألف مقاتل، وحركة أحرار الشام التي ينتمي إليها حوالى عشرين ألف مقاتل، ولواء التوحيد( انضم إليه لواء الفتح قبل نصف شهر ) ويضم اثني عشر ألف مقاتل، وألوية صقور الشام وعدد مقاتليها أكثر من عشرة آلاف مقاتل.
جدير بالذكر أن هذه التشكيلات تضم في صفوفها مايزيد عن75% من المقاتلين الذين يشكلون قوام الجيش الحر. كما أن معظم مقاتلي هذه التشكيلات هم من المدنيين الذين التحقوا بالجيش الحر، وقياداتها مدنية.
نستعجل القول انه خلافا لما تريده واشنطن، فإن هذه التشكيلات كانت تنسق فيما بينها في كل المعارك التي خاضتها ضد النظام، وأنه كان لديها غرفة قيادة مشتركة، كما صرح بذلك العقيد عبد الجبار العكيدي الذي ينتمي إلى لواء التوحيد،وأن اختلاف التوجه الفكري لم يكن يؤثر على نتائج المعارك، بل كان المؤثر الأهم هو وحدة الهدف، ووجود السلاح ونوعيته.
إن فشل الائتلاف المعارض في أن يكون قيادة سياسية للثورة السورية بسبب ما كان يعصف به من خلافات، جعل الألوية المقاتلة تنظر إليه بعين الريبة. وإن أسلوب "فرق تسد" الذي تتبعه واشنطن مع ألوية الجيش الحر وتقسيمها بين "قاعدة" ومعتدلين، والتصاق الائتلاف بواشنطن خصوصا في عهد رئيسه الجديد أحمد الجربا، وقيام واشنطن بتحريض دول عربية مانحة لتحجب مساعداتها عن الفصائل التي تتهمها بأنها من "القاعدة"، كل هذا سرّع في إصدار البيان(1).
خلت ورقة البيان(1) من اسم (الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام) "داعش"، الذي استثني عن عمد، لأن معظم التشكيلات الواردة في البيان لا تربطها علاقة طيبة مع دولة العراق التي يرأسها أبو بكر البغدادي، خصوصا أن البغدادي حرض بعض المجموعات للانشقاق عن جبهة النصرة والالتحاق بداعش.
بعض رموز الائتلاف حاولوا التقليل من البيان (1). لكن ما هو مؤكد أن هناك تذمرا ضد الائتلاف في صفوف المقاتلين في الداخل. ويزعم البعض أن الائتلاف ومن قبله المجلس الوطني حصلا على معونات مالية لتوزيعها كإغاثة على المحافظات السورية، فوزعها بعض من استلمها على أبناء مدينته واستثنى باقي البلدات، وهذا ما أثار نقمة المقاتلين.
لكن لماذا الآن؟ لا تنظر معظم وحدات الجيش الحر نظرة اطمئنان إلى الائتلاف لأنه لم يتم اختيار أعضائه من قبل الشعب السوري، ولم يقدم للجيش الحر شيئا. هذه الميكيافيلية أوغرت الصدور، حتى بدا كأن المقاتلين يقدمون أرواحهم ثم ليأتي الائتلاف ويستلم الحكم على "بارد المستريح".
يتحدث البعض أن مقاتلي "داعش" نادرا ما يشتركون في قتال جيش النظام. بل يسعون إلى السيطرة على المناطق المحررة، ليستولوا على خيرات تلك المناطق، مثلما حصل في الرقة. وتسعى هذه الفصائل للوقوف في وجه البغدادي ودولة العراق والشام. التشكيل الذي أعلن عنه البيان (1) سيكون حجر عثرة أمام أطماع "داعش" والبغدادي.