الرئيسة \  واحة اللقاء  \  انكشف القناع.. حلف المقاومة والممانعة نحو الحروب الدينية المقدسة

انكشف القناع.. حلف المقاومة والممانعة نحو الحروب الدينية المقدسة

06.12.2015
د. محمد مرعي مرعي



كلنا شركاء 4-12-2015
عاش السوريون والعرب بل والمسلمين عامة شعارات الهزائم بأحلاف مخادعة بدأت بجبهة الصمود والتصدي بعد زيارة الرئيس ( أنور السادات ) للقدس المحتلة في عقد 1970، وبعد كشف خداع حكام تلك الجبهة ومتاجرتهم بالقضايا العربية والإسلامية وفشلهم في تنمية بلدانهم ، تبدّل إلى حلف المقاومة والممانعة بقيادة (ايران الفارسية وأذيالها من الشيعة العرب في لبنان والعراق، وبعض حكام العرب مثل سلطة آل الأسد في سوريا وقذافي ليبيا وعلي عبد الله صالح باليمن ، ومرتزقة الثورة الفلسطينية، وأشباههم ) وكان الاتحاد السوفياتي البائد يقدّم التغطية السياسية والعسكرية لذلك الحلف المقّنع والمشبوه ليزيد من تخريب البلدان العربية وتدميرها ، واستمر أعضاء ذلك الحلف بالتمويه والتعمية على أهدافهم الحقيقية الخبيثة قرابة عقدين من الزمن ، وبقيت الشعوب العربية البسيطة منخدعة بشعاراتهم الزائفة والتضليلية .
لكن، بعد اندلاع الثورة السورية انكشفت كافة الأقنعة التي أخفت تحتها أضاليل دينية حاقدة ( فارسية شيعية ، وشيوعية إلحادية ، وأرثوذوكسية روسية،  وصهيونية ) مدمّرة للبشرية وللأمتين العربية والإسلامية ، عبر تظهير انتماءات لأساطير وخرافات نابعة عن هزائم تاريخية لدول تبغي أعادة مجدها الزائل ، وتبدلت علنا  شعارات المقاومة والممانعة التي رفضها كل متبصر وحريص على واقع العرب والمسلمين بشعارات الحروب الدينية المقدسة ،وعاشت شعوب تلك البلدان التي ينقلها حكامها من حلف إلى حلف في واقع اقتصادي مرير ومعاناة اجتماعية مستدامة وفشل في كافة مناحي الحياة بالمقارنة مع شعوب الدول الأخرى التي حقّق لها حكامها تقدّما ملموسا على كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية .
سأقدم بعض مؤشرات التنمية في تلك الدول التي يحكمها المجرمون والفاسدون وفقا لتقرير التنمية البشرية لعام 2014 ( آخر تقرير ) لكشف زيف وخداع شعارات المقاومة والممانعة المدمّرة والتضليلية كي يعرف من يحمل وعيا من أبناء تلك البلدان ما فعله بهم حكامهم :
ترتّب دول المقاومة والممانعة كالتالي من بين 187 دولة عام 2014 : سوريا : 118 بتراجع 4 مراتب خلال عام ، ايران 75 بتراجع 2 مرتبة ، العراق 120 ، لبنان 65 ، ليبيا 55 بتراجع 5 مراتب ، السودان 166 ، اليمن 154 ، روسيا 59 ، كوريا الشمالية خارج التصنيف ، وذلك ( مقابل سنغافورة 9 ، كوريا الجنوبية 15 ، اليونان 29 ، السعودية 34 ، الأرجنتين 49 ) .
أما على الصعيد الاقتصادي فيوضح مؤشر الحريات الاقتصادية لعام 2015 من بين 178 دولة التالي:( سوريا ، العراق ، ليبيا ، السودان : خارج التصنيف العالمي لغياب وجود دولة ومؤسسات فيها ) ، ايران 171 ، كوبا 177 ، فنزويلا 176 ، اليمن 133 ، روسيا 143 .
حقا ، قاد حكام تلك الدول الممانعة والمقاومة ومن ثم الحروب المقدسة بلدانهم إلى الحضيض وأصبحت تلك الدول محط التهكّم والسخرية حين مقارنتها مع أكثر دول العالم تخلفا قبل 50 عاما ، لكن بالمقابل نجح هؤلاء الحكام في إفقار شعوبهم وتجهيلها وتحويلها إلى عبيد يرتضون فتات الطعام ويمجّدون بمكرمات الحاكم المجرم والفاسد الذي سرق قوتهم مع مرتزقته وحولهم إلى خدم وقتلة يقتلون أي شخص بغية بقائه على رؤوسهم باستثناء من ثار على حكمه الإجرامي .
في مقابل تلك الأحلاف الاجرامية المدمرة والمفسدة لشعوبها وبلدانها نلمس واقع دول وأمم نهضت من نير الاستعمار والتخلف ، وأضحت دولا وأمما تحتذى كمثال للتنمية والتقدم والحريات والإنسانية بفضل حكامها المخلصين لأوطانهم والصادقين مع ذواتهم وشعوبهم .
بالتأكيد ، لن يع من استعذب حكم العبودية والذل والانتهازية حقائق ودلالات الأرقام المعروضة عن بلدانهم على الصعد التنموية الاقتصادية والاجتماعية لأنهم سواء ممن يسمّون مثقفين ومتعلمين إلى جحافل الأميين لم ينتقلوا بمستويات تفكيرهم إلى مستوى المحاكمة البشرية الواعية لأنّهم تحولوا إلى قطيع بشري يرتضي فقط الطعام والشراب والمشاركة في قتل ونهب وتشريد من في بلداهم . لقد انكشف قناع التضليل والزيف والخداع بشعارات المقاومة والممانعة لأنه في الحقيقة هو تكريس للحروب الدينية الخرافية وتعزيز بقاء حكام الجريمة والفساد والعمالة