الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اهتزاز التقارب الأميركي - الروسي...كيري يتراجع وتفاؤل رسمي لبناني

اهتزاز التقارب الأميركي - الروسي...كيري يتراجع وتفاؤل رسمي لبناني

11.05.2013
خليل فليحان

خليل فليحان
النهار
السبت 11/5/2013
يميل بعض المسؤولين الى ان الاتفاق الاميركي – الروسي حول سوريا سيكتب له النجاح هذه المرة، بعدما تم التوصل اليه بين وزيري خارجية البلدين جون كيري وسيرغي لافروف في ختام محادثاتهما في موسكو الثلثاء الماضي، والرامي الى عقد مؤتمر دولي، فيما بدأت بوادر اهتزازه تلوح في الافق بعد ساعات من اعلانه، عندما رفضه "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، مبررا ذلك بأن "النظام الاسدي اسقط جميع المبادرات التي تم تقديمها لحل الازمة". ورفض تاليا اشراك ممثلين للرئيس بشار الاسد في اي حوار يفترض ان يؤدي الى الحكومة الانتقالية واللافت ان سوريا رحبت في بيان عن وزارة الخارجية بالتقارب بين واشنطن وموسكو "انطلاقا من اقتناعها بثبات الموقف الروسي المستند الى ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي، ولا سيما مبدأي عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم التهديد بالقوة او استعمالها ضد سلامة الاراضي او الاستقلال السياسي لأي دولة. وقال احد اصدقاء سوريا من المسؤولين ان النظام على حق في عدم التطرق الى المعارضة لان هناك 140 فصيلا ومنظمة للمعارضة تعمل في كل المناطق السورية. اما بالنسبة الى "الائتلاف" فهو خارج العاصمة ومنقسم ايضا على نفسه. والملاحظ ان البيان لم يأت على ذكر المعارضة او تحديد اي شرط، وعزا هذا "الترحيب" الى التجاوب مع طلب جاد من موسكو.
ولفت مسؤول لبناني بارز "النهار" الى انه اذا كانت دمشق رحبت بـ"التقارب" بين الدولتين، فإنها توقفت عند "تراجع وزير الخارجية الاميركي جون كيري امس بتأييده من روما موقف المعارضة، اي وجوب رحيل الاسد وأركان نظامه عن الحكم. ويرى ان حل الازمة يكمن في "عدم مشاركة الرئيس بشار الاسد في الحكومة الانتقالية التي يسعى كل الاطراف، نظاما ومعارضة، لبلوغها. اما روسيا فهي لا تؤيد تلك الدعوات.
وأفاد ان موقف كيري استدعى اتصالا روسيا عاجلا به لان تأييده رحيل الاسد ارضاء للمعارضة، سينسف "التقارب" الذي تحقق معه في نيويورك. ورأى ان عقد مؤتمر دولي لمباشرة التفاوض بين ممثلين للنظام وآخرين للمعارضة دونه عقبات، في مقدمها اختيار رئيس جديد للحكومة الانتقالية بدل الرئيس الحالي غسان هيتو.
واعرب عن تمنياته في نجاح التقارب الاميركي - الروسي، "لان ذلك هو اقصر طريق لوقف التداعيات السلبية للازمة السورية على لبنان بوقف موجات نزوح اللاجئين اليومي التي تعد بالالاف وكذلك وقف الخروق الامنية على الحدود الشرقية والشمالية واعادة ضخ الحياة في حركة الترانزيت الى الدول العربية ووقف المنافسة في بعض الحقول التجارية والاستثمارية، وتخفيف الضغط السكاني واستواء حركة البيع والايجار للشقق العادية وغيرها.
وأشار ردا على سؤال الى انه لا يملك اي معلومة عن تحديد مبدئي لعقد مؤتمر دولي حول سوريا للشروع في الحوار بين اهل النظام والمعارضة، وأعرب عن أمله في ألا يتأخر عن شهر حزيران المقبل.
ولم يخف المسؤول المعني توجسه من تشجيع بعض الدول سوريا في الرد على اي عدوان اسرائيلي جديد عليها في حال حصوله، خصوصاً اذا اتى من خارج الحدود. وأخذ في الاعتبار دعوة وزير خارجية ايران علي اكبر صالحي الرئيس الاسد الى الرد بقوة على اي هجوم، ايا يكن حجمه، وذلك خلال لقائه به مطلع الاسبوع الحالي، وبكل الاسلحة المتاحة، وربما ما عبر عنه نائب وزير الخارحية السوري فيصل المقداد امس يندرج في هذا السياق.