الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اوباما مرتبك.. لكن التدخل وارد

اوباما مرتبك.. لكن التدخل وارد

27.04.2013
رأي القدس
رأي القدس

القدس العربي
السبت 27/4/2013
من يتابع تصريحات المسؤولين الامريكيين والبريطانيين حول الاسلحة الكيماوية السورية، واستخدام النظام ‘المحدود’ لها ضد معارضيه، ويقارنها بنظيراتها التي صدرت قبيل ارسال عشرات الآلاف من الجنود لغزو العراق واحتلاله، يخرج بانطباع واضح بان هناك مخططا امريكيا جاهزا للتدخل عسكريا في سورية بصورة مباشرة او غير مباشرة.
الرئيس باراك اوباما يتقمص هذه الايام دور سلفه الرئيس جورج بوش، بل ويكرر تصريحاته نفسها ولكن تجاه سورية هذه المرة، في تعبئة واضحة للرأي العام الامريكي لدعم خطوته العسكرية القادمة.
البيت الابيض قال بالامس انه يملك ادلة قاطعة على استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية ضد شعبه، وسارعت الحكومة البريطانية الى تأكيد امتلاكها لادلة اقوى جرى التوصل اليها من تحليل عينة للتربة من موقع قرب دمشق، ومن فحص اصابات بعض الضحايا من قبل باحثين متخصصين.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو حول السيناريو الذي ستتبعه الادارة الامريكية وحلفاؤها لتجريم النظام السوري اولا، والتأكد من انه اخترق ‘الخطوط الحمراء’ ثانيا وطبيعة التدخل العسكري واحتمالاته ثالثا.
من الصعب علينا التكهن بطبيعة هذا السيناريو، والجانب العسكري منه على وجه الخصوص، لكن ما يمكننا التأكد منه ان اجهزة الاستخبارات الامريكية والبريطانية بارعة في فبركة الادلة والاسانيد حول اسلحة الدمار الشامل البيولوجية والكيماوية، مثلما هي بارعة في تسويقها الى الرأي العام العالمي، ولنا في تجربة العراق خير مثال.
توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقف امام البرلمان ملوحا بملف يدعي فيه انه يملك ادلة على قدرة النظام العراقي على تجهيز اسلحة الدمار الشامل في اقل من 45 دقيقة، اما كولن باول وزير الخارجية الامريكي الاسبق فوقف في مجلس الامن ملوحا بصور معامل النظام العراقي الكيماوية المتحركة لنكتشف ان الاثنين يكذبان، ولم يتردد الثاني عن الاعتذار عن اكذوبته، بينما ما زال الاول يكابر.
بالامس قال اوباما ان استخدام النظام السوري اسلحة كيماوية سيغير قواعد اللعبة، وقال انه لا يمكن الوقوف مكتوفي الايدي والسماح بالاستخدام الممنهج لاسلحة مثل الاسلحة الكيماوية.
اوباما متردد، فتارة يقول المتحدث باسم البيت الابيض ان الادلة قوية حول استخدام النظام لاسلحة الدمار الشامل، وتارة اخرى يقول هو بنفسه انه يريد تحقيقا شاملا للتوصل الى نتائج حاسمة. وهذا التردد مبعثه الخوف من النتائج.
الرئيس الامريكي يدرك جيدا ان النظام السوري لا يقف وحده، وان هناك قوى كبرى تدعمه، بعضها اقليمية مثل ايران، وبعضها دولية مثل روسيا والصين ودول البريكس، والتدخل العسكري ليس مضمون النتائج.
لم يفاجئنا قول خبراء عسكريين في سورية في تصريحات لهذه الصحيفة بان الرد السوري على اي تدخل امريكي او اسرائيلي سيكون بضرب تجمعات وقواعد امريكية في الاردن بالصواريخ المتوسطة المدى، فالنظام السوري يدرك جيدا ان رأسه هو المطلوب ولذلك لن يتورع عن استخدام كل ما في جعبته من اسلحة ضد من يريدون اطاحته.
في جميع الاحوال الازمة السورية تنزلق الى هاوية الحرب وبسرعة اكبر مما تتوقع اطرافها.