الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اوروبا ترضخ وتدرج حزب الله على قائمة الارهاب

اوروبا ترضخ وتدرج حزب الله على قائمة الارهاب

23.07.2013
رأي القدس
رأي القدس

القدس العربي
الثلاثاء 23/7/2013
بعد أشهر من الضغوط الامريكية والاسرائيلية، رضخ الاتحاد الاوروبي واصدر يوم أمس قراره بادراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة المنظمات الارهابية.
وكانت الاجتماعات الوزارية للاتحاد الاوروبي شهدت جدلا حول ادراج الحزب على لائحة الارهاب، فقد وضعت بريطانيا ثقلها لادراج الحزب بشقيه السياسي والعسكري، معتبرة انه من الصعب التمييز بين الجناحين، لكن لندن رضخت لمطالب الدول الاوروبية التي اعربت عن قلقها من ان يزيد قرار ادراج الحزب بشقيه على قائمة الارهاب، التوترات في لبنان والمنطقة.
فحزب الله جزء من الحكومة اللبنانية، وفي حال تم ادراج الحزب بشقيه على قائمة الارهاب، فهذا سيعني وقف التعامل مع الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها ووقف الاتصالات معها ووقف المساعدات التي يقدمها الاتحاد للبنان، بمختلف مناطقه.
المبررات الاوروبية لاتخاذ هذا القرار استندت الى الهجوم على منتجع بورغاس في بلغاريا في تموز (يوليو) 2012، والذي راح ضحيته سبعة اشخاص بينهم خمسة اسرائيليين، وعلى الاتهامات الموجهة من حكومة صوفيا، ولم تستند على ادلة من القضاء، وتشكك العديد من العواصم ومن بينها عواصم اوروبية بالمعلومات والتحقيقات التي اجرتها صوفيا.
يبدو ان ما رجح اتخاذ هذا القرار هو مبادرة الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي بوقف التعامل مع المستوطنات اليهودية وتأكيد ان اي اتفاق اوروبي مع اسرائيل لا يشمل الاراضي المحتلة عام 1967، وبعد الهزة التي اصابت تل ابيب اثر هذا القرار، يبدو ان الاتحاد اراد استرضاء اسرائيل وامريكا. كما ان الضغوط الاسرائيلية والامريكية استغلت الاستياء الشعبي والرسمي من مشاركة حزب الله في القتال في الاراضي السورية الى جانب قوات نظام بشار الاسد، لدعم ضغوطها.
كان من الممكن ان تكون تداعيات القرار خطيرة لو ادرج الحزب بشقيه العسكري والسياسي على قائمة الارهاب، لان الحزب سيشعر حينها بان خصومه الداخليين سيستقوون عليه، وسيتبع حينها الحزب سياسات اكثر تصلبا بالضغط على مؤسسات الرئاسة والجيش والحكومة.
وعمليا، اجراءات القرار لن يكون لها تأثير كبير على لبنان وعلى الحزب، فالشخصيات التي ستمنع من دخول اوروبا، لا تسافر لاوروبا اصلا، كما ان الحزب لا يضع ارصدته في البنوك الاوروبية. ولا بد من التذكير انه وبعد 13 عاما على وضع الادارة الامريكية حزب الله على قائمة الارهاب، لم يؤثر ذلك على الحزب بشيء.
يبقى أن إدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الارهاب سيترك تداعياته على علاقة الدولة اللبنانية بالدول الاوروبية. والتساؤلات اليوم تتركز على حزب الله وكيف سيردّ على الخطوة الاوروبية وهل يكون الرد في الجنوب اللبناني تصعيداً ضد قوات اليونيفيل أم في الداخل اللبناني حيث تتهم أوساط قريبة من الحزب بعض الاطراف السياسية اللبنانية بالتواطؤ مع عدد من الدول الاوروبية والسفراء الاجانب للدفع في اتجاه القرار الاوروبي؟ أم أن حزب الله سيمضي في مبادرة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة بمد اليد الى الحوار واعتماد التهدئة في مقاربة بعض الملفات؟