الرئيسة \  واحة اللقاء  \  اوكرانيا وسوريا.. بوتين وغضب الشعوب

اوكرانيا وسوريا.. بوتين وغضب الشعوب

04.03.2014
حبيب صالح


القدس العربي
الاثنين 3/3/2014
انهار الاتحاد السوفييتي ودفعت مفاعيل البلشفة بقايا ذلك الحطام المتبدل رموزا صغيرة لم يتعرف عليها احد من ذي قبل! وأعاد فلاديمير بوتين ضابط ارتباط الكي جي بي في المانيا الشرقية سابقا احدى سمات الجغرافيا السوفييتية التي اتسمت بالتجميع الامبراطوري!
عندما نشبت الثورة البرتقالية ضد الروس في اوكرانيا خاف الروس كثيرا فراحوا يبحثون في بحار العالم، وفي سوريا بالذات عن منافذ بحرية قد تضطر الروس يوما لنقل اسطولهم في البحر الاسود الى هناك، وبعد تطور مراحل الثورة البرتقالية ضد الروس، واستنهاض القومية الاوكرانية وانتفاض الكنيسة الكاثوليكية الاوكرانية في مواجهة الكنيسة الارثوكسية الروسية وبدأ الصراع يتخذ اشكالا شتى: قومية وكنسية وامنية واقتصادية فشل الروس في ان يقدموا او يقيموا الاستثمارات الكبيرة في اوكرانيا واصبح جليا ان العلاقة الروسية الاوكرانية بكل ما يعتريها من متتاقضات، لا يكفي فيها ما يصرفه الجنود الروس في سيباستيبول او ما تفرضه الجغرافيا السياسية
في تلك الاثناء قامت الثورة في سورية حيث دافع الروس بقوة سافرة عن نظام الاسد الذي قدم لهم كل التسهيلات البحرية في مرافئ سوريا، وتصارع الغرب والروس على الساحة السورية وكان أداء الاوربيين ضعيفا جدا حيث ركزوا على تغيير الاوضاع على الخاصرة الروسية في اوكرانيا وتحقق كل ما خططه الغرب هناك فجن جنون بوتين، فأمر بتدفق الاسلحة على حليفه الاسد حتى لا يفقد الساحة السورية بعد ساحة اوكرانيا.
صراع راح يأخذ مداه، فالروس لن يتخلوا عن سوريا، الا اذا ارغموا على ذلك بتقدم الثورة والنيل من الدعم الروسي والوصول الى مرافئ المتوسط في طرطوس واللاذقية والضغط على الوجود الروسي البحري هناك. فهل يخسر القيصر بوتين جمهوريتين اخريين الأولى عند خاصرة بلاده والثانية عند تخوم المياه الدافئة ليخسر معهما شعبين اخرين يقاتلان للخروج من حدود الهيمنة الامبراطورية والسياسية، ويتمكنان من صنع الحرية لاوطانهما وتطلعاتهما المستقبلية؟.
ان المعركة ضد الاسد وبوتين هى معركة مشتركة يخوضها شعبان حيويان وهما في طريقما لحسم الصراع والانتصار واسقاط الامبراطوريات المخابراتية والامنية وامتداداتها ورموزها وتتجلى في ذلك مرحلة ترقى في اهميتها لتكون الحلقة الاخيرة في تدمير مرحلة شمولية امبراطورية، يشكل حصولها افول الشموليات التي انتجت ارهاب الدولة و الهيمنة وآلة الحرب التي صوبت ضد الشعوب وقواها الحية وتطلعاتها المشروعة.