الرئيسة \  واحة اللقاء  \  بأمر من يشعل المالكي والأسد الحروب الطائفية؟!

بأمر من يشعل المالكي والأسد الحروب الطائفية؟!

18.06.2014
د. خالد حسن هنداوي


الشرق القطرية
الثلاثاء 17/6/2014
لعل التغيرات الدراماتيكية الحادة التي حدثت حاليا في المشهد العراقي لا تدعو إلى العجب الكثير إذا عرفنا أنها من الآثار المباشرة التي استجابت للمشهد السوري وتشابهت معه، حيث إن كلا اللانظامين في بغداد ودمشق يشربان من مستنقع الاستبداد والفساد والطائفية نفسه. ويصر كل منهما من أجل بقاء الزعامة والكرسي أن يسرق آمال الشعب وتطلعاته للحرية والكرامة ولو أعمل الإبادة الجماعية في العباد والبلاد دون أي تنازل يحقن الدماء. ولا ريب أن من يغذيهما بالمال والرجال والسلاح كإيران وروسيا وأذنابهما في الإجرام معهما سواء. ولعله لم يعد خافيا كيف كان نوري المالكي يدافع عن الأسد منذ عامين من عمر الثورة السورية، ويقول: إن الأسد من الطائفة العلوية، وهي جزء من الشيعة، فلابد أن ندافع عنه. ولماذا يريدون إسقاط نظامه؟ إن نظامه لن يسقط، لأنه شرعي تماما، كما كان يؤكد أحمدي نجاد وخامنئي وروحاني أخيرا. وهم يعرفون حقا أنه غير ذلك، ولكن التعصب المذهبي يقودهم، حيث إن أدبيات الشيعة في نصوصهم العقدية تجمع على أن كل حكومة لا تقر بالولاية لعلي رضي الله عنه هي حكومة غير شرعية إلا حكومة الولي الفقيه إلى أن يخرجهم مهديهم! ولذا لا غرابة أن يتآمروا حسب قدرتهم ثم يعملوا ما استطاعوا للهيمنة على بلد جديد والتبشير بالتشيع دائما وهم يجهدون أنفسهم كثيرا للتستر خلف هذا الهدف بأغلفة دينية أو سياسية لم تعد اليوم تنطلي على أحد.
وكما أن المنظومة الصهيونية العالمية ومعها أمريكا لعوبتها وكذلك الغرب وروسيا وإيران تدير هؤلاء وأضرابهم فإن الويلات التي قد تحل بهذين البلدين من جراء أوامرها ستكون وخيمة تطحن الناس فيها حروب مذهبية طائفية كي يتحقق هدف إسرائيل الذي أكده حكماء صهيون في بروتوكولاتهم، فها هو رئيس الأركان الصهيوني الجنرال غانتس يقول أمام مؤتمر "هرتسيليا" الرابع عشر: إن الحرب السورية قد تستمر عشر سنوات. وكأنه يقول إنها ستبدأ في العراق متأثرة بها كما خُطط لها ويطلع السيستاني المرجع الشيعي العراقي ليحرض الشيعة على قتال "الإرهابيين"، وهم بذلك إنما يقصدون تدمير الموصل ثانية، أكبر محافظة في العراق، وإبادة أهلها كما عملوا في الأنبار واقترفوا من الجرائم. وتؤيدهم أمريكا وإيران ويتطوع آلاف وآلاف استجابة للمرجع المعصوم بعد أن اتفق معه المالكي الذي يبدو أنه اتفق مع داعش وربما بترتيب أمريكي لأجل ضرب أهل السنة. والدليل أن أمريكا قد باعت العراق صفقات أسلحة كبيرة قبل هذه الأحداث بقليل. وكذلك اعتبر اللانظام السوري "داعش" كهدية جاءته لإخماد الثورة واتفق معها ولم يرمها ببرميل واحد في الرقة أو غيرها.
ولعل ما خفي في المشهد أعظم، فالفاجعة كبيرة، اليوم يجتمع من كان يسمى بالأمس الشيطان الأكبر ودولة الاستكبار أمريكا مع إيران التي تدعي نصرة المظلومين على هدف واحد، هو قتل أهل السنة واحتلال بلادهم، تحقيقا لمصالحهم ومطامعهم. واليوم يدعو الأسد غريمه بالأمس المالكي كي يشدد قبضته على خصومه ويرسل المقاتلين دعما له. ولذلك فإن خامنئي يصيح: نحن قادرون، كما يصيح أوباما: نحن قادرون! ولكن الذين يظنون أن هذه الأحداث بما فيها فوز للمالكي والأسد المزور في الانتخابات الهزلية ستنجيهم من جديد، فإنهم واهمون. فسنن الله ستحكم لصالح الثوار، والشعب وحده هو من سينتصر على جلاديه أسيادهم في نهاية الصراع.