الرئيسة \  واحة اللقاء  \  باركوا لبشار بالرئاسة!

باركوا لبشار بالرئاسة!

13.05.2014
يوسف الكويليت


الرياض
الاثنين 12/5/2014
    أليس من العجائب العربية ابتكار شخص الزعيم وإعطاؤه هالة تصل إلى حد التقديس، ثم الانقلاب عليه من قبل مناوئين، وأليس من الخطأ أن يُنتخب بالنسبة العليا التي لم تتحقق لأي زعيم دولة ديمقراطية في التاريخ، ثم أليس هناك غرابة بأن تصل الجمهوريات إلى مبدأ التوريث، وقائمة الدعايات للمرشح الوحيد وهو يعلن دولته ديمقراطية بنفسه ولا حق لأحد بالاعتراض عليها؟!
الأسد الابن ليس محتاجاً لإجراء انتخابات على رئاسة سورية لأنه وصل للحكم بالوراثة من أبٍ حُكمه لا يقبل النقض أو الإخلال بديمومته، وليس مطالباً أن يحصل على نسبة معينة حتى لو قصرت عن ال"٩٩٪" طالما الأمور معدة سلفاً بأن القائمة التي معه هي لتحسين الصورة، لكن غاب عن الرئيس والمرشحين معه أن أبسط فلاح سوري يعلم أن هذه المهزلة هي جزء من تراكم أحداث لاعتساف السلطة، وأن بلداً بكل مؤسساته وموروثه الحضاري ارتهن بمعادلة شخص أو تدميره على أهله، لأن الشعب ليس له حق الاختيار أو القبول والرفض..
فالانتخابات تأتي بدعم من الآلة العسكرية ومن خرج عن خط انتخاب الرئيس فسوف يكون كبش الفداء، ولذلك فمن ستتم مسرحة هذا العمل عليهم هم من الرعية والطائفة، والانطباع العام قد سبق من العم رفعت الأسد للرئيس بشار بأن هدد دمشق من أي محاولة انقلابية عندما كان رئيس سرايا الدفاع، بأن يفتح نفقاً بالدبابات من المهاجرين إلى آخر حدود العاصمة، ومبدأ توريث الحكم بالقوة هو عملية بدأت مع انقلاب الأب، وأكمل الوصية بشار، وسبق حمايتها من العم..
بالتأكيد أن مباركة انتخاب الرئيس مرة أخرى تأتي من روسيا وإيران وبقية الجوقة في حزب الله اللبناني، ومالكي العراق، لكنه لن يجد من يعترف بهذه المهزلة عالمياً لأنها ناقصة الشرعية والمبدأ، طالما دبابات وطائرات الزعيم تحتفل بفتح قرية على حدود لبنان، ويفتقد الإجماع الشعبي لنظام يحتم عليه أبجديات الاقتراع الحر لو كان نظاماً سوياً..
ليس هناك من يعتقد أن شعباً مشرداً، والباقي تحت السلاح قادر أن يقبل بقاتله وطارده للمنافي، رئيساً له، وهذا جزء من مهازل النظم الانقلابية التي أدخلت الفوضى لهذه الأمة باستعارة تجارب أخرى غير قابلة للحياة عربياً لاختلاف المناخات والسياسات وطبيعة الشعوب وثقافاتها وتقاليدها، وكما استوردنا النضال والتأميم، وحكومات العسكر، خرجنا منها ببؤس آخر لا يقل تدميراً للعقل والمنشآت والموارد بهيكلة نظام الأسرة التي تحميها الطائفة حتى أن مسميات أوطان مثل العراق وسورية، وليبيا، مهددة بالزوال لصالح حكومات الطوائف التي تحميها مليشياتها، والأسد جزء من اللعبة التي تديرها إيران وروسيا بحيث يتم تمزيق هذا البلد أسوة بما جرى في العراق، والمؤامرة ليست صهيونية كما تدعي هذه الأنظمة، وإنما جاءت صناعة لها ضمن أهداف مخططة مسبقاً..
سينعم الرئيس بشار بانتخابات توصله إلى قصوره وميادين مغامراته، وهي لا تحتاج إلى دعايات (وبروتوكولات) أشبه بالمسرح العبثي والكوميديا السوداء، طالما العربي المغلوب على أمره ليس أمامه في سورية إلا الموت أو القبول بالواقع الذي سنه الرئيس وترجمه إلى أمر لا يقبل المراجعة والتراجع..
الظرف العربي الذي سمح بأن نكون مهزلة العالم يتكرر بصورة الأسد وغيره والقضية ليست تخلفاً لكنها تخلفٌ مفروض على شعب أراد الحياة فواجه الموت المنظم..